بازگشت

اعلان الانحراف.. لا خوف من الأمة


لقد برز الخروج الأموي السافر عن الاسلام، لا بمجرد اعلانه عن تغيير الخلافة الي ملك - كما حاول بعض المؤرخين ايضاحه أنه انحراف في الجانب السياسي و حسب! - و انما بممارسات حياتية عملية تناقض ممارسات الاسلام و قيمه بشكل واضح.. و قد رأينا أن أول مظهر لذلك هو الاستئثار بالأموال العامة و البذل الكيفي لها لغرض استقطاب و شراء بعض الناس و استمالتهم، و قد بلغ الأمر الي درجة اعطاء مصر بأكملها لعمرو بن العاص، كما سنري عند تناولنا سيرة هذه الشخصية الغربية الأخري المساوية و المشاهبة لشخصية معاوية في كثير من الوجوه.

و رأينا من مظاهر ذلك الشدة التي أخذ بها النظام الحاكم خصومه و مناوئيه، كما رأيناه بقيام هذا النظام بأكبر عملية تحريف و تزوير لمعاني القرآن الكريم و السنة النبوية الكريمة أي محاولة تزوير الاسلام برمته.

و ان تناسينا الحملة التي قام بها أسلاف الحاكم الأموي ضد الاسلام و الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم، فاننا لا يمكن أن نتناسي الحرب الضروس التي شنها هذا الحاكم (المنتمي رسميا الي الاسلام الآن) علي مركز القيادة الاسلامية بحجة المطالبة بدم عثمان و ما جرته هذه (المطالبة) الظالمة من ويلات و مآس علي المسلمين، لا زالت


آثارها تمتد حتي أيامنا هذه، حيث يتسع الفتق و تزداد رقعة الخلافات و المشاكل. و ما رافق حربه الأولي من ممارسات استهدفت هدم الاسلام و تطويقه و التقليل من دوره و تأثيره، ما دام يقف في طريق الحاكم الطامع و هو يسعي لبسط نفوذه و سيطرته علي الأمة الاسلامية. و لم يبد ذلك الانحراف في المجال السياسي و حسب.

مع أن هذا الانحراف ظهر جليا في هذا المجال مما لم يدع لأحد فرصة اختلاق المعاذير لمعاوية. و بدت القواعد التي وضعها معاوية في هذا المجال - فيما بعد - و كأنها القواعد الصحيحة للحكم.

و رأينا من مظاهر ذلك حياة الترف و البذخ التي أخذ بها معاوية نفسه و نهج بها خلفاؤه من بعده ابتداء من يزيد و حتي بقية (الخلفاء) من آل مروان.

و حسبنا ما تطالعنا به كتب التاريخ و الأدب و التراث، مع أن كاتبيها لا يقفون بأجمعهم في المعسكر المعادي لهؤلاء الأمويين.