بازگشت

فلسفة أم عبث فما آخذ من مال الله فهو الي


أما ما هي (فلسفته) أو مذهبه الذي نشره بين أهل الشام و أرادهم أن يتبنوه، و ما هي نتائج نشره لهذا المذهب..؟ ان واقع أهل الشام يخبرنا عن ذلك. لقد أراد تحييدهم بين الاسلام و بين الكفر، بل و أن يميل بهم الي اكفر علي نحو متستر خفي،


و لم يرد لهم أن يتعلموا الا علي يد (المعلمين) الذين تخرجوا من مدرسته و أعدهم هم و اختارهم من المحدثين و القصاصين و المفسرين و الشعراء و المحرضين و ناشري الاشاعات و الأشراف و غيرهم! لقد قام باعداد حملة منظمة لاعداد و تخريج جيوش من هؤلاء مهمتهم (تأهيل) أهل الشام ليكونوا و عاء للفلسفة الأموية التي لم تأخذ من الاسلام الا ما يحقق لها طموحاتها و أطماعها و يثبت حقها (الشرعي) المطلق في الخلافة و الملك و الذي اكتسبته بحكم الغلبة و الأمر الواقع.

يذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 200 أن خلافة عبد الملك بن مروان كانت خلال خلافة ابن الزبير و بعهد من أبيه فقد (بويع بالخلافة بعهد من أبيه في خلافة ابن الزبير فلم تصح خلافته، و بقي متغلبا علي مصر و الشام ثم غلب علي العراق... الي أن قتل ابن الزبير سنة 73 فصحت خلافته من يومئذ و استوثق له الأمر) و لو أنه قتل من قبل ابن الزبير لمات باغيا. غير أن قوقه و غلبته و قتله ابن الزبير جعله (خليفة) شرعيا لابد أن تدين له الأمة. ان سياسة الأمر الوقع هذه أكد عليها الأمويون و تأثر بها بعض الكتاب و المؤرخين و (الفقهاء) و لا تزال مؤثرة الي يومنا هذا علي البعض، ربما بوحي من الحكام و الملوك الذين يحكمون آلافا من البشر و يشكل حكمهم أمرا واقعا.

و قد أعلن معاوية في احدي المرات عن هذه الحقوق التي أتيحت له كخليفة و عنده صعصعة بن صوحان (و كان قد قدم عليه بكتاب علي و عنده وجوه الناس: الأرض لله و أنا خليفة الله، فما آخذ من مال الله فهو لي، و ما تركت منه كان جائزا لي) [1] و قال لأهل الكوفة: (ما قاتلتكم لتصوموا و لا لتصلوا و لا لتحجوا و لا لتزكوا و قد عرفت أنكم تفعلون ذلك و لكن انما قاتلتكم لا تأمر عليكم فقد أعطاني الله ذلك فأنتم كارهون) [2] .


پاورقي

[1] مروج الذهب ص 53.

[2] ابن ‏کثير - 134 - 7.