بازگشت

حصانة لأعوان الدولة.. مصونون غير مسؤولين


و تدل حادثة بسيطة علي مدي ما يستشعره الناس من خوف شديد من معاوية، عندما أقدم أحد ولاته علي البصرة و هو عبدالله بن عمر بن غيلان علي قطع يد شخص حصبه أثناء القاء خطبته. و قد أتت القبيلة التي ينتمي اليها هذا الشخص الي الوالي فقالوا: (ان صاحبنا جني ما جني علي نفسه، و قد بالغ الأمير في عقوبته، و نحن لا


نأمن أن يبلغ خبره أميرالمؤمنين[معاوية]فيأتي من قبله عقوبة تخص أو تعم. فان رأي الأمير أن يكتب لنا كتابا يخرج به أحدنا الي أميرالمؤمنين يخبره أنه قطعه علي شبهة و أمر لم يضح. فكتب لهم بعد ذلك الي معاوية) [1] و قد جعلوا الكتاب ذريعة للشكوي علي العامل و أنه قطع ذراع أخيهم علي شبهة و أمر لم يضح فأجابهم معاوية (أما القود من عمالي فلا يصح) [2] و في هذا ما فيه من تجاوز صريح علي حدود الاسلام و دلالة واضحة علي اطلاق يد العمال في أعمال الارهاب، الأمر الذي لم يكن يريد أن يظهر به أمام الأمة، و انما أراد الظهور بمظهر الجواد الحليم الداهية. و قد استمعنا الي جوابه علي رسالة زياد التي احتج فيها علي معاوية لأنه أمن رجلا يطلبه زياد و قوله له بأن يكون هو من يظهر بمظهر الرجل الهين الرحيم و يظهر زياد بمظهر الغلظة و الشدة ليتسني لهما السيطرة علي الناس و لئلا يفلت الزمام من أيديهما.


پاورقي

[1] نفس المصدر 245.

[2] نفس المصدر.