بازگشت

كل شي ء مشروع امام طموحات فرعون.. الغاية تبرر الواسطة


ان من الطبيعي أن يسعي حاكم مثل معاوية، لتعزيز سلطته و نفوذه، بمختلف الوسائل المتاحة، خصوصا و أنه يمتلك منها القدر الذي يحقق طموحاته و رغباته..

و من أول هذه الوسائل و في مقدمتها، القوة و العنف. و هو أمر قد يستغربه العديدون رغم وضوحه و وجود الأدلة الكثيرة عليه، اذ ان المعلوم عن هذا الرجل أنه كان حليما و داهية و أنه من أهل المكر و الحيلة ما وجد اليهما سبيلا... و قد حفلت كتب التاريخ و السيرة و الأدب بأمثلة عديدة و قصص شائقة عن (حمله) و (دهائه)، غير أننا لو نظرنا الي حوادث التاريخ نظرة متفحصة لأدركنا أن تفكيره ينصب أول ما ينصب علي التصدي بالقوة لكل ما يقف أمام طموحاته و رغباته، و أنه انما استغل (دهاءه) الشهير لتحقيق الغلبة علي (العدو) بل أن أول ما أخذ بنظر الاعتبار هو اعداد قوة يتصدي بها لهذا العدو الذي كان أميرالمؤمنين عليه السلام نفسه و اتباعه، هذا الامام الذي ابتلي بمعاوية و ابتلي معاوية به كما ذكر عليه السلام في احدي رسائله اليه: (و قد ابتلاني الله بك و ابتلاك بي: فجعل أحدنا حجة علي الآخر، فعدوت علي الدنيا بتأويل القرآن، فطلبتني بما لم تجن يدي و لا لساني، و عصيته أنت و أهل الشام بي، و ألب عالمكم جاهلكم، و قائمكم قاعاكم...) [1] .


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة ص 446.