بازگشت

اهل الشام، أول ضحية لمعاوية


لقد كان من الطبيعي أن يقع أهل الشام ضحية اغواء معاوية و ايحاءاته و تأثيراته القوية تحت ظروف استئثار طبقة من قبله بكل مقدرات الشام مع وجود الخلافة التي عينته في منصبه واليا علي الشام.. و يمكن القول أنه كان يتصرف خارج دائرة نفوذ الخليفة.. بل ذهب الي أبعد من ذلك في أيام عثمان الي درجة أنه اعتبر أن الولاية حق مشروع له و لعائلته فقط... و قد احتج علي أميرالمؤمنين و علي بعض من رفضوه، بأنه انما كان معينا من قبل غيره. و بدت الفترة الزمنية الطويلة التي أمضاها واليا علي الشام و كأنها ايذان له للاستمرار في الولاية طيلة حياته، و لو أنه كان يضمن رضا الامام عليه السلام ببقائه و استمراره لكان من أول المؤيدين له، الا أنه كان يعرف موقف الامام عليه السلام و يقدره حق التقدير، لذلك فانه تصرف منذ البداية وفق تقديراته و معرفته الذكية بالامام عندما أدرك أنه لن يحصل علي أي شي ء في ظل القيادة الجديدة، بل أنه سيجرد من كل (المكتسبات) التي حصل عليها في السابق و من كل ما سرقه و استأثر به من ثروات و مقدرات الأمة المغلوبة.


و كان علي أميرالمؤمنين أن يتصدي بكل قوة لشكف القوة (المعارضة) التي ترفض قيادته و المتمثلة بمعاوية و عمرو بن العاص بعد سقوط حلف الجمل الثلاثي و انهزام فلوله أمام جيش الامام.