ردود علي المغالطات الأموية
و قد رد الامام علي مغالطات معاوية و أكاذيبه و ايحاءاته المضللة قائلا: (و أما تمييزك بينك و بين طلحة و الزبير و أهل الشام و أهل البصرة فلعمري ما الأمر فيما هناك الا سواء لأنها بيعة شاملة لا يستثني فيها الخيار و لا يستأنف فيها النظر) [1] كما رد شاعر عراقي [2] مكذبا زعم معاوية و شاعره بأن الأمر أمر صراع بين أهل العراق و أهل الشام.. و إنما جعل معاوية أهل الشام بمواجهة الأمة كلها بما فيهم ثقلها الكبير أهل العراق و أهل الحجاز - أي مركز العاصمة الاسلامية - المدينة - و كعبة المسلمين مكة.
دعن يا معاوي ما لن يكونا
فقد حقق الله ما تحذرونا
أتاكم علي بأهل العراق
و أهل الحجاز فما تصنعونا؟
و كان هذا الايحاء المضلل من قبل معاوية بشأن أهل الشام، و أنهم الفئة المنصورة و المسددة، مع ما كان يدفعه اليهم من أموال يستميلهم بها، طريقة ذكية جديرة أن تفعل فعلها فيهم و في جماهير واسعة من أبناء المجتمع الاسلامي لو لم يتصد أميرالمؤمنين عليه السلام لتلك الأضاليل و المزاعم و يفندها أمام الأمة و يكشفها ببيانه و حججه القوية الواضحة و يذكر الأمة دائما ببطلانها و زيفها و ضعف الأسس التي تقوم عليها.. فقد ذكر الامام في جملة من رسائله و خطبه و أحاديثه جملة من الأقوال تطرق فيها الي مزاعم معاوية و أكاذيبه بشأن أهل الشام.
(و ليس أهل الشام علي الدنيا بأحرص من أهل العراق علي الآخرة.) [3] .
(. و أما قولك أن أهل الشام هم حكام أهل الحجاز، فهات رجلا من أهل الشام يقبل في الشوري أو تحل له الخلافة.) [4] .
(. ألا و ان معاوية قاد لمة من الغواة و عمس عليهم الخبر، حتي جعلوا نحورهم أغراض المنية.) [5] .
(ألا و ان أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فانها فتنة عمياء مظلمة: عمت خطتها، و حضت بليتها و أصاب البلاء من أبصر فيها، و أخطأ البلاء من عمي عنها. و أيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي.. لا يزالون بكم حتي لا يتركوا منكم الا نافعا لكم أو غير ضائر بهم..) [6] .
([أهل الشام]جفاة طغام، و عبيد أقزام، جمعوا من كل أوب و تلقطوا من كل شوب، ممن ينبغي أن يفقه و يؤدب و يعلم و يدب و يولي عليه، و يؤخذ علي يديه، ليسوا من المهاجرين و الأنصار، و لا من الذين تبؤوا الدار و الايمان) [7] .
(و متي كنتم يا معاوية ساسة الراعية و ولاة أمر الأمة؟ بغير قدم سابق، و لا شرف باسق.) [8] .
(ليس أمية كهاشم، و لا حرب كعبد المطلب، و لا أبوسفيان كأبي طالب و لا المهاجر كالطليق و لا الصحيح كاللصيق و لا المحق كالمبطل و لا المؤمن كالمدغل، و لبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوي في نار جهنم) [9] .
الي معاوية (و أرديت جيلا من الناس كثيرا، خدعتهم بغيك، و ألقيتهم في موج بحرك، تغشاهم الظلمات، و تتلاطم بهم الشبهات، فجازوا عن وجهتهم و نكصوا علي أعقابهم، و تولوا علي أدبارهم، و عولوا علي حسابهم.) [10] .
(. فسبحان الله! ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة و الحيرة المتبعة مع تضييع الحقائق و اطراح الوثائق التي هي لله طلبة، و علي عباده حجة.) [11] .
(. فانما هو[معاوية]الشيطان، يأتي المرء من بين يديه و من خلفه، و عن يمينه و عن شماله، ليقتحم غفلته، و يستلب غرته) [12] .
(أهل الشام العمي القلوب، الصم الأسماع، الكمة الأبعاد، الذين يلبسون الحق بالباطل، و يطيعون المخلوق في معصية الخالق و يحتلبون الدنيا ردها بالدين، و ينشرون عاجلها بآجل الأبرار المتقين) ص 407.
(و صاحب أهل الشام يعصي الله و هم يطيعونه. لوددت و الله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم) ص 142 و في هذا اشارة واضحة الي شدة طاعة أهل الشام لمعاوية.
الي معاوية (فعدوت علي الدنيا بتأويل القرآن، فطلبتني بما لم تجن يدي و لا لساني و عصيته أنت و أهل الشام بي، و ألب عالمكم جاهلكم، و قائمكم قاعدكم) [13] .
(و اني من ضلالهم الذي هم فيه و الهدي الذي أنا عليه لعلي بصيرة من نفسي و يقين من ربي) [14] .
الي معاوية (فقد سلكت مدارج أسلافك بادعائك الأباطيل و اقتحامك غرور
المين و الأكاذيب و بانتحالك ما قد علا عنك، و ابتزازك لما قد اختزن دونك، فرارا من الحق و جحودا لما هو ألزم لك من لحمك و دمك مما قد وعاه سمعك و ملي ء به صدرك، فماذا بعد الحق الا الضلال المبين، و بعد البيان الا اللبس؟ فاحذر الشبهة و اشتمالها علي لبستها، فان الفتنة طالت أغدقت جلابيها، و أعشت الأبصار ظلمتها) [15] .
(معاوية الذي لم يجعل الله عزوجل له سابقة في الدين، و لا سلف صدق في الاسلام، طليق ابن طليق، حزب من هذه الأحزاب، لم يزل لله عزوجل و لرسوله صلي الله عليه وآله وسلم و للمسلمين عدوا هو و أبوه حتي دخلا في الاسلام كارهين، فلا غرو الا خلافكم معه، و انقيادكم له، و تدعون آل نبيكم عليهم السلام الذين لا ينبغي لكم شقاقهم و لا خلافهم و لا أن تعدلوا بهم من الناس أحدا) [16] (أوليس عجبا أن معاوية يدعو الجفاة الطغام فيتبعونه علي غير عطاء و لا معونة! و يجيبونه في السنة المرتين و الثلاث الي أي وجه شاء) [17] .
پاورقي
[1] المصدر السابق 225 - 1.
[2] هو النجاشي أحد بني الحرث - انظر ص 225 من المصدر السابق.
[3] مروج الذهب ص 17.
[4] العقد الفريد 77 - 5.
[5] نهج البلاغة 89.
[6] نهج البلاغة ص 138.
[7] نفس المصدر، ص 357.
[8] نفس المصدر، ص 370.
[9] نفس المصدر، ص 374.
[10] نهج البلاغة ص 406.
[11] نفس المصدر، ص 410.
[12] نفس المصدر، 416.
[13] نهج البلاغة ص 456، 452، 467، 246.
[14] نهج البلاغة ص 456، 452، 467، 246.
[15] نهج البلاغة ص 456، 452، 467، 246.
[16] تاريخ الطبري، 134، 80، 3.
[17] نهج البلاغة ص 456، 452، 467، 246.