بازگشت

رمتني بدائها وانسلت


و بلغ من اتساع هذه الحملة أنها وصلت الي حد اتهام الامام عليه السلام بممارسات هي جديرة بأصحاب هذه الحملة الظالمة أنفسهم، و قد رد أميرالمؤمنين عليه السلام علي عمرو بن العاص أحد هذه الاتهامات الظالمة السخيفة، التي لا يمكن أن يتقبلها أحد، الا أهل الشام (عجبا لا بن النابغة! يزعم لأهل الشام أن في دعابة، و أني امرو تلعابة: أعافس و أمارس! لقد قال باطلا، و نطق آثما. أما - و شر القول الكذب - أنه ليقول فيكذب.. أما و الله اني ليمنعني من اللعب ذكر الموت، و انه ليمنعه من قول الحق فيكذب.. أما و الله اني ليمنعني من اللعب ذكر الموت، و انه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة..) [1] .


و رووا عن عمر أنه قال فيه (أما و الله لو لا دعابة فيه ما شككت في ولايته و ان نزلت علي رغم أنف قريش) [2] .

و حاولوا أن يبينوا أنه لا خبرة له بالحرب، و أنه يفتقر الي الدهاء و بعد النظر... الخ... و قد حاول الامام في محاولته لصد الحرب الظالمة عليه، أن يبعد الأمة عن الانجراف وراء الأضاليل الأموية، و لم يكن دفاعه عن نفسه الا دفاعا عن الاسلام و عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نفسه... لأن أولئك الذين عجزوا عن الطعن برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بعد أن لم تجد تلك الطعون، و أظهر الله رسالته، رأوا أن وسيلتهم المناسبة الآن هي توجيه الطعون الي آله، و في مقدمتهم أميرالمؤمنين عليه السلام.

و قد لجأوا الي أسلوب أخير مباشر و هو سبه من علي منابرهم و جعل ذلك سنة، رغم و عود معاوية للحسن عليه السلام أن لا يشتم أباه «ثم لم يف بما وعد به» [3] .

كان الاعلام الأموي ينصب علي التأكيد علي أحقية معاوية بالخلافة مع وجود الامام عليه السلام نفسه علي الساحة و تصديه لقيادة الأمة، فان أهل الشام عاهدوه علي الأخذ بدم عثمان و لم يبايعوه بالخلافة (و انما بايعوه علي نصرة عثمان و الطلب بدمه، فلما كان من أمر الحكمين ما كان بايعوه بالخلافة) [4] .


پاورقي

[1] المصدر السابق ص 115.

[2] العقد الفريد 32 - 5.

[3] الکامل في التاريخ 272 - 3.

[4] العقد الفريد 80 - 5.