بازگشت

التجربة الأموية، تقاطع مع السنن الربانية


ان التجربة الأموية في الحكم، يبدو أنها لم تكن تريد أن تفهم السنن الربانية التي تنظم حياة الانسان علي هذه الأرض و تحاول لفت نظره باستمرار الي طبيعة العلاقات الصحيحة التي ينبغي أن تقوم بينه و بين أخيه الانسان و بين الطبيعة التي تشكل أحد العوامل المؤثرة في مسيرته و حياته و التي تكلم عنها القرآن الكريم بوضوح... هذا الكتاب الذي كان من المفترض أن يكون أول من يعتمده و يفهمه بشكل صحيح غير مسؤول من يتصدي لحمل مسؤولية الخلافة، و يأخذ و يعمل بكل ما جاء فيه بنفس الطريقة التي أخذ و عمل بها الامام الأول لهذه الأمة، و هو رسول الله محمد صلي الله عليه وآله وسلم نفسه.

ان أركان هذه الدولة الأموية الجديدة قامت علي أسس أرضية بحتة، لم تعتمد الا علي قدرات الانسان المجردة فقط، و علي التجارب الانسانية البحتة و المتراكمة عبر الزمن، أما ما تعدي ذلك فانه لم يكن يتجه الا بمسار واحد ينسجم مع الخبرات البشرية التي من شأنها أن تحقق مصالحهم و تثبت نظام حكمهم المتستر بالاسلام،


لأن هذا الستار لا يتعارض مع (الأهداف العليا) التي يتطلعون اليها، و هم يملكون أن يغيروا بعض ألوانه و خطوطه ما دام المطلوب هو الستار و ليس ما يحتويه من ألوان و خطوط من قبل الغالبية العظمي من الناس، تلك التي تملك وعيا أقل و شعورا بالمسؤولية أقل منه. هذه الغالبية التي قاموا هم بتربيتها و اعدادها و توجيهها.. أما الأقلية الواعية المدركة، فلها علاج آخر لجعلها تسكت و لا تعترض علي كل التجاوزات التي يقوم بها النظام الحاكم، و هو علاج معروف لدي كل أنظمة القهر و التسلط و الجور.