بازگشت

فرعونية جديدة، تستغل اسم الاسلام و شعاراته


برغم ما قد يبدو للبعض من غرابة أو ميل للتصرف في اختيار هذا العنوان، للفصل الذي نحن بصدده، و هو الأمة الاسلامية، و المجتمع الاسلامي في عهد معاوية، و ما نشير في الي عودة الي (الفرعونية)، ليس بمعناها الحر في البحت الذي يعني تبني أفكار و سلوك فرعون معين بذاته، و هو فرعون موسي الذي ورد عنه و عن تسلطه و استكباره الكثير في القرآن الكريم، فان هذه الغرابة لن تظل ماثلة أمام أذهان البعض اذا ما توضح لديهم أن العودة ليست الي الفرعونية التقليدية بتبني حتي اسمها و شعاراتها و طقوسها، بل الي فرعونية حديثة نسبيا، ترمز الي الطغيان و الحكم الاستبدادي المطلب الخاضع لنزوات و رغبات (الخلفاء الفراعنة)

و أنه ليس أمرا مجانبا للواقع أن نجد أن المجتمع الاسلامي في عهد معاوية كان بسبيله الي أن يتخذ شكلا جديدا غريبا عن الاسلام، و يكاد الشكل الجديد أن يصل الي حالة من (الثبات) أو (الاستقرار) أو (التحجر) علي صيغ و مفاهيم و آراء جديدة و غريبة عن الاسلام، لا تمت اليه بصلة، مع أنها تستغل اسمه و شرعيته و غطاءه و بعض مفاهيمه العامة، ما دامت تحقيق لها أهدافها المطلوبة، بجعل هذا الاستقرار و الثبات يتخذ الشكل الصنمي المتحجر ليألفه الناس و ينقادوا اليه بالطاعة و العبادة، لا للأمد الذي يحتمل أن يعيشه الفرعون الأول لهذه السلالة الحاكمة الجديدة، و انما لأزمان أوسع، تمتد لتشمل حياة كل أفراد السلالة التي يحتمل أن تعيش بعد معاوية، من الأولاد و الأحفاد الي ما لا نهاية، بملك عضوض وراثي، له طقوسه و سدنته و وزراؤه و وعاظه و حاشيته و جيشه و جباته و حراسه.. الخ.