بازگشت

التقرب من مواقع النفوذ


و مع أنه أصبح شخصا عاديا في ظل الدولة الاسلامية الجديدة، الا أنه كان يقرب من الخلفاء بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم... فقد أقر له أبوبكر - بوصية من عمر - ما بيده من أموال الصدقة لئلا يتعرض علي خلافته بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يثير المشاكل و يحرض الناس، كما كان عمرو بن الخطاب (يفرش فراشا في بيته في وقت خلافته، فلا يجلس عليه الا العباس بن عبدالمطلب و أبوسفيان بن حرب و يقول: هذا عم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هذا شيخ قريش) [1] .

و لعل أباسفيان كان يجد دعما معنويا كبيرا له بهذا التقريب، و يخطط لاستغلاله في المستقبل، بعد أن رأي منفذا للدخول ثانية و الصعود الي (قمة) المجتمع القرشي الذي لم يكن بأجمعه متشبعا بقيم الاسلام و مثله و تصوراته خصوصا بعد أن نكلف ابنه يزيد بولاية الشام... ثم ابنه معاوية في عهد عمر و وفاة يزيد، و قد أصبح معاوية في عهد عثمان واليا علي الشام كلها (سوريا و الأردن و فلسطين و لبنان الآن).

ان صعود عثمان - و هو من آل أمية - الي الخلافة ولد طموحا كبيرا في نفس معاوية الذي كان يحكم في مساحة شاسعة من الدولة الاسلامية - للحلول محله في المستقبل.

و مع أنه علي قناعة تامة بأنه ليس أهلا لمنافسة الامام علي عليه السلام، الا أنه رأي أن أناسا يقلون عن مستواه قد نافسوه فعلا (و فازوا) عليه فعلا و استأثروا بالخلافة دونه. و سنتكلم عن هذا الموضوع بعون الله فيما بعد.


پاورقي

[1] راجع المصدر هامش رقم (1) ص 217 والعقد الفريد 147 - 2.