بازگشت

الشيعة المصلون المواسون


و لا ندعي أن كل من انتسب اليه بالاسم متشيعا أو مدعيا ذلك، هو من شيعته عليه السلام و شيعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حقا، يسير علي نفس طريقهما و منهجهما، فكثير


من الشيعة أخذوا ذلك تقليدا عن أسلافهم و نشأوا عليه، الا أنهم نشأوا علي خطوط منحرفة خاطئة في حياتهم، شأنهم في ذلك شأن أبناء الاسلام الآخرين، من خلال حملات مقصودة أريد لهم فيها أن يبتعدوا جميعا عن خط الاسلام.

و هنا: ينبغي أن لا تضاف نقائص هؤلاء و أخطاؤهم الي علي عليه السلام أو الاسلام أو لمن جاء بعده من الأئمة الآخرين.

و ينبغي أن نعلم أن عليا عليه السلام لم يكن متهالكا علي كسب شيعة خاصين له لتثبيت ملك و عرش و انما كان حريصا علي كسب (شيعة) للاسلام، كما كان من جاء بعده من الأئمة عليهم السلام، حريصين علي رص الناس علي خط الاسلام و جعلوا ذلك شرطا لمن يدعي ولايتهم و الانتساب اليهم، و من المناسب أن نورد هنا كلمات صريحة لهم بهذا الصدد.

فقد جاء (عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «اختبروا شيعتي بخصلتين، فان كانتا فيهم، فهم شيعتي: محافظتهم علي أوقات الصلاة، و مواساتهم مع اخوانهم المؤمنين بالمال، و ان لم تكونا فيهم، فاعزب ثم اعزب.

و في الكافي و أمالي الصدوق عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال الباقر عليه السلام: يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بمحبتنا أهل البيت. فوالله ما شيعتنا الا من اتقي الله و أطاعه، و ما كانوا يعرفون يا جابر الا بالتواضع و التخشع و الأمانة و الانابة، و كثرة ذكر الله و الصوم و الصلاة، و البر بالوالدين و التعهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس. لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول أحب عليا و أتولاه، ثم لايكون مع ذلك فعالا. فلو قال: اني أحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من علي، صلي الله عليهما و علي آلهما و سلم، ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته، ما نفعه حبه شيئا، فاتقوا، و اعلموا لما عند الله. ليس بين الله و بين أحد قرابة. أحب العباد الي الله عزوجل أتقاهم، و أعلمهم بطاعته. يا جابر فوالله ما يتقرب الي الله تبارك و تعالي الا بالطاعة، و ما معنا براءة من النار، و ما لنا علي الله من حجة. من كان الله مطيعا فهو لنا ولي، و من كان لله عاصيا، فهو لنا عدو، و ما تنال ولايتنا الا بالعمل و الورع.».

و عن الرضا عليه السلام: «و لا يغيب عنا أحد من شيعتنا، أين كان من شرق


الأرض و غربها. شيعتنا الذين يقيمون الصلاة و يحجون البيت الحرام و يصومون شهر رمضان، و يوالون أهل البيت و يتبرؤون من أعدائهم.») [1] .

و اذا، فماذا يمكن أن يقول عدو أو كاشح أو قال - مهما كان قوله - بحق رجل أحب الله و رسوله، و أحبه الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، و هو أحب الخلق الي الله، و الذي شهد له الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بأنه مع الحق، و أن الحق معه، يدور حيث دار، و أنه من النبي بمنزلة هارون من موسي، و أن الله قد أذهب عنه الرجس كما أذهبه عن نبيه و آله عليهم السلام و طهرهم تطهيرا.

ان هذه شهادات صريحة بعصمتهم و تزكيتهم و استعداداتهم لأداء دور الامامة الذي بدأه الرسول الكريم صلي الله عليه و آله و سلم رسولا و قائدا و اماما، و أعد وصيه و خليفته لهذا الدور القيادي الخطير الذي يتوقف عليه مستقبل الأمة كلها، و المسدد بالعناية الالهية، لأن الذي يحمله يتمتع بمؤهلات خاصة ممتازة لا تتاح لأي فرد آخر من أفراد الأمة.


پاورقي

[1] شجرة طوبي - محمد مهدي المازندراني الحائري - المطبعة العلمية - النجف 1369 ه ص 3 - 6.