بازگشت

احاديث الرسول بشأن علي ترسيخ للحقائق لا مبالغات


و قد يعتبر بعضهم كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مبالغة و قد يحاولون تأويله كما حاولوا تأويل بعض آيات القرآن الكريم نفسها، ليقللوا من شأن الأحاديث الواردة بشأن علي و آل البيت عليهم السلام و قد عمد البعض الي وضع أحاديث مقابلة بشأن بعض الصحابة، ربما بعد وفاة أولئك الصحابة أنفسهم و بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لكي يوحوا بعدم تفرد علي عليه السلام بما ورد بشأنه، و ان الآخرين لا يقلون عنه شأنا، و لم يكن ذلك بدافع الحب لهؤلاء الصحابة، بقدر ما كان الدافع اليه بغض علي عليه السلام الذي دمر أطماعهم


و وقف عقبة في سبيل محو الدين و جعله أداة طيعة في أيديهم للتسلط و الاستغلال و القمع.

فاذا ما أدركنا سمو المرتبة التي وضع الله فيها رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، سيدا للخلق و بشيرا و نذيرا و رحمة للعالمين، لما نستغرب أن يضع الله سبحانه، وصي هذا النبي و خليفته و أخاه في مرتبة عليا مماثلة، مع أنه أحب خلق الله اليه و الي رسوله؟

لقد أحب الله محمدا صلي الله عليه و آله و سلم، و قرن اسمه مع اسمه - في شهادة الاسلام - لا كشريك، و لكن كعبد مطيع بلغ رسالة به حق أدائها و لم يترك منها صغيرة و لا كبيرة الا بلغها للناس، رغم المصائب و الوقوف الشرس لأعدائه المنزعجين من رسالته الي أبلغ حد. و اذا فان أولئك الذين يدعون ان أحاديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم كانت مبالغا فيها، عليهم أن يدركوا أن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم لم يرد عندما صرح بأن عليا كان أحب خلق الله اليه، حتي منه هو عليه السلام، بل أحبهم اليه من بقية الخلق... أما محمد صلي الله عليه و آله و سلم فله منزلة خاصة عند الله.

لقد تنوسيت المضامين العظيمة لهذه الأحاديث في غمرة المنازعات و التحزب و المنافسة علي السلطة و العروش، و لو أن أولئك الذين سلبوا الخلافة من أصحابها الحقيقيين رأوا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يتصدي لهم بنفسه لمنعهم من ذلك، لعمدوا الي النيل منه بشكل مباشر و ربما قتله، كما حاول آباؤهم المباشرون من قبل، و لو أنهم رأوا أن انكارهم العلني للخالق يوصلهم الي أحلامهم، لعمدوا الي ذلك و لم يتهيبوا أمام قوة الأطماع التي تجيش في صدورهم.

و الا فماذا نري من هذه الحملة المقصودة علي أميرالمؤمنين عليه السلام، أليست هي حملة علي الاسلام و علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي الله سبحانه...؟ كان لابد أن يتوفي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و أن يقود الأمة بعده حملة الرسالة الحقيقيون آل محمد عليهم السلام، و كان منعهم من أداء هذه المهمة، و شن حملة افتراء و أكاذيب مغرضة ضدهم يعني محاولة ايقاف مسيرة الاسلام بشكل متعمد مقصود.

ان علي من يتبني الحملات الظالمة ضد آل البيت، آن يعرف الدوافع الحقيقية التي دعت أعداءهم منذ البداية لشن تلك الحملات، و منها التهالك الواضح علي السلطة، و ينبغي أن لا تغيب عن ذهنه التبريرات و الحجج الواهية التي طرحوها في خضم الحروب و المعارك السابقة، فماذا يجني من يتبني أفكار معاوية غير آثام كآثامة؟


هل سيشاركه الملك أم أنه سيبقي مجرد مخدوع من مخدوعي أهل الشام و مغفليهم الذين انقادوا وراءه دون وعي أو ارادة و لم ينظروا الي الاسلام الا بنظارتيه الخادعتين..؟.