لقد علمتم أني احق الناس بها
و كلنا يعرف طبيعة الظروف و الأحداث التي جرت بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مباشرة، و هي أحداث بحاجة الي توضيح أكثر و دراسات جدية عديدة، لا تكون نتيجتها الاساءة الي المسلمين و انما وحدتهم و جمعهم تحت المنظور الاسلامي الموحد الشامل في الحكم و الحياة.
(لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري. و والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين و لم يكن فيها جور الا علي خاصة التماسا لأجر ذلك و فضله، و زهدا فيما
تنافستموه من زخرفة و زبرجة) [1] (اللهم انك تعلم انه لم يكن منا منافسة في سلطان و لا التماس شي ء من فضول الحطام و لكن لنرد المعالم من دينك و نظهر الاصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك و تقام المعطلة من حدودك) [2] .
(أما الاستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا و الأشدون برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نوطا، فانها كانت أثره، شحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين. و الحكم الله، و المعود اليه القيامة... ودع عنك نهبا صحيح في حجراته) [3] .
(... فنظرت فأنا ليس لي رافد و لا ذاب و لا مساعد الا أهل بيتي فضننت بهم عن المنية فاغضيت علي القذي، و جرعت ريقي علي الشجي و صبرت علي كظم الغيض علي أمر من العلقم. و ألم للقلب من حز الشفار..) [4] .
(... أما و الله لقد تقمصها (فلان) و أنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحي... فسدلت دونها ثوبا و طويت عنها كشحا، و طفقت ارتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر علي طخية عمياء... فرأيت أن الصبر علي هاتا أحجي، فصبرت و في العين قذي و في الحلق شجي أري تراثي نهبا... فصبرت علي طول المدة و شدة المحنة...) [5] .
(.. و قد كان أبوك (أبوسفيان) أتاني حين قبض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: ابسط يدك أبايعك فأنت أحق الناس بهذا الأمر، فكنت أنا الذي أبيت عليه مخافة الفرقة بين المسلمين لقرب عهد الناس بالكفر..) [6] .
پاورقي
[1] نهجالبلاغة ص 178.
[2] المصدر السابق ص 301.
[3] نفس المصدر ص 349.
[4] نفس المصدر 480.
[5] نفس المصدر ص 88 - 86.
[6] العقد الفريد ص 65.