بازگشت

حكم الجاهلية الغاء الحكم الالهي


و ان الخروج عليه - و لو بمقدار بسيط، يعني جواز الخروج عليه لمدي أبعد و أوسع، و ابعاده عن ساحة من ساحات الحياة، يعني التمهيد لابعاده عن كل الساحات، و هذه حالة يرفضها الاسلام رفضا قاطعا:

(أفحكم الجهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [1] .

(فاصبر لحكم ربك و لا تطع منهم ءاثما أو كفورا) [2] .

(انآ أنزلنآ اليك الكتب بالحق لتحكم بين الناس بمآ أراك الله و لا تكن للخائنين خصيما) [3] .

(و من لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الكفرون) [4] .

(و من لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الظلمون) [5] .

(فاحكم بينهم بمآ أنزل الله و لا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا) [6] .


(و أن احكم بينهم بمآ أنزل الله و لاتتبع أهواءهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض مآ أنزل الله اليك) [7] .

(ان الحكم الا لله أمر ألا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون) [8] .

ان تعطيل أي جانب من جوانب الاسلام، تعطيل للاسلام كله، و اذا ما تم ذلك من قبل (أهله)، فان هذه شهادة عليه، بأنه غير مؤهل لادارة الحياة و حكمها، و هي شهادة خطير، تنال منه أكثر مما تنال منه كل الحملات التي يشنها عليه أعداؤه الأجانب عنه، ان ذلك يعني اما عدم فهمه، و هو أمر لا يقل خطورة عن الأمر الأول، أو أن ذلك يتم بشكل معتمد، ليفيد الحاكم و يعزز مصالحه و يبرر سلوكه أو خروجه بذريعة من الذرائع، و في كل هذه الحالات، فان من يتصرف علي هذا الأساس، فهو غير مؤهل حتي لتسلم أبسط المسؤوليات الشخصية، ناهيك عن مسؤوليات الأمة بأجمعها (خليفة) و (اماما) و (وليا) و (أمير للمؤمنين).

ان التجاوز علي حد من حدود الاسلام و تأخيره، يعني أيضا الاستعداد لتعطيل بقية الحدود... أي الاستعداد للتخلي عن الاسلام نهائيا.

و قد بين أميرالمؤمنين عليه السلام الفئات التي ينبغي أن تستعبد عن مركز قيادة المسلمين تحت أية مسميات أو واجهات، (.. لا ينبغي أن يكون الوالي علي الفروج و الدماء و المغانم و الأحكام و امامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلهم بجهله و لا الجافي فيقطعهم بجفائه و لا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، و لا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق و يقف بها دون المقاطع و لا المعطل للسنة فيهلك الأمة) [9] .

(... ان أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه و أعلمهم بأمر الله فيه) [10] .

(... لا يقيم أمر الله الا من لا يصانع و لا يضارع و لا يتبع المطامع) [11] .



پاورقي

[1] المائدة: 50.

[2] الانسان: 24.

[3] النساء: 105.

[4] المائدة: 44.

[5] المائدة: 45.

[6] المائدة: 48.

[7] المائدة: 49.

[8] يوسف: 40.

[9] نهج‏البلاغة: 301 - 300.

[10] المصدر السابق: 371.

[11] نفس المصدر 682.