بازگشت

كما اختار الله الرسول اختار الخليفة


نحن نعلم أن الاسلام هو خاتم الأديان، و أن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم هو خاتم الرسل، بكتاب و نص من الله عزوجل. و قد حاول هذا الرسول العظيم صلي الله عليه و آله و سلم الذي تأهل للقيادة و حمل الرسالة (الأمانة) الي الناس كافة، أن يكرس حياته لنقل هذه الرسالة الي الأمة كافة ليحملوها بدورهم الي كل الناس في كل بقاع الأرض، و قد رأينا أنه خير من تحمل هذه المسؤولية عبر كل الرسالات و من بين كل النبيين، فكانت سيرته تجسيدا للاسلام و مبادئه و قيمه.

لقد أرانا هو نفسه صلي الله عليه و آله و سلم، أنه كان (النموذج) المؤهل الذي ينبغي علي من يتصدي لعمله و مهامه أن يكون علي أعلي درجة من الشبه و التقارب معه صلي الله عليه و آله و سلم عاملا بنفس أسلوبه و منهجه، متمتعا بمثل ما تمتع به من قدرت استثنائية و شعور عال بالمسؤولية التي ارتفعت به الي حد العصمة.

انه أمر لا يمكن أن يتاح للجميع، فسيرة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم المتفردة لم تكن تتاح لأحد، فهي مهمة دقيقة و جادة و من هنا كان الفحص عن الأشخاص المؤهلين لحمل هذه الرسالة؛ هذا الدين القيم، و نشره في الحياة ليكون قيما حقا و حاكما و مهيمنا، سيؤدي بنا الي ادراك أن من شرفوا بحمل هذه الأمانة الصعبة الثقيلة، كان ينبغي أن يتمتعوا بكفاءات و امكانات، تفوق الكفاءات و الامكانات البشرية العادية.

و سنتكلم - بعون الله - في فصل لاحق عن هؤلاء المؤهلين لحمل الدور الذي حمله الرسول الكريم صلي الله عليه و آله و سلم و بأداء يقترب من أدائه، و عن الصفات و المزايا التي جعلت منهم مؤهلين حقا لحمل هذه الرسالة الضخمة الكبيرة، التي تتيح لهم تحمل الأمانة الملقاة علي عاتق البشرية.