بازگشت

عقد الاستخلاف لا مجال للهوي أو الشيطان


و في هذه الحالة تبرر مشروعية قيام من يدرك معادلة الخلافة الاسلامية و ابعادها و يمتلك التصور الصحيح عنها، بالثورة علي هذا الخليفة أو الحاكم و الوقوف بوجهه و ازاحته بكافة السبل المتاحة، لفسح المجال أمام من تأهل لهذه الأمر، و امتلك مقومات القيادة، و حمل الأمانة، و أدرك أبعاد الرسالة علي ضوء الأسس التي جاء بها القرآن الكريم، اذ أن (عقد الاستخلاف فيه قائم علي تلقي الهدي من الله،و التقيد بمنهجه في الحياة. و مفرق الطريق فيه أن يسمع الانسان و يطيع لما يتلقاه من الله، أو أن يسمع الانسان و يطيع لما يمليه عليه الشيطان. و ليس هناك طريق ثالث، اما الله و اما الشيطان. اما الهدي و اما الضلال. اما الحق و اما الباطل. اما الفلاح و اما الخسران و هذه الحقيقة هي التي يعبر عنها القرآن كله، بوصفها الحقيقة الأولي، التي تقوم عليها سائر التصورات، و سائر الأوضاع في عالم الانسان) [1] و منها علاقة الانسان بأخيه


الانسان، و قيامه بدور المستخلف أو الخليفة علي الأسس و التصورات التي نزل بها القرآن الكريم، و عليها وحدها فقط، هذه الأسس و التصورات التي تتيح له استكشاف قدراته الكافية في التعامل مع الطبيعة و مع أخيه الانسان بشكل ايجابي بناء متطور، لا يهمل أيا من مقومات الحياة الانسانية، و يتعامل معها بكل جدية و احترام.


پاورقي

[1] في ظلال القرآن - سيد قطب م 1 ج 1 ص 55.