بازگشت

الاستخلاف أربعة أطراف


لقد بين القرآن الكريم مسألة الاستخلاف كأمر يعبر عن المشيئة الالهية، فهي (العلاقة الاجتماعية من زاوية نظر القرآن الكريم. و الاستخلاف - عند التحليل - نجد أنه ذو أربعة أطراف، لأن الاستخلاف يفترض مستخلفا أيضا. لابد من مستخلف و مستخلف عليه و مستخلف. فهناك اضافة الي الانسان و أخيه الانسان، و الطبيعة، يوجد طرف رابع في طبيعة و تكوين علاقة الاستخلاف و هو المستخلف. اذ لا استخلاف بدون مستخلف. فالمستخلف هو الله سبحانه و تعالي، و المستخلف هو الانسان و أخوه الانسان، أي الانسانية كل الجماعة البشرية، و المستخلف عليه هو الأرض و ما عليها و من عليها. فالعلاقة الاجتماعية ضمن صيغة الاستخلاف فتكون ذات أطراف أربعة... و هذه الصيغة ترتبط بوجهة نظر معينة نحو الحياة و الكون بوجهة نظر قائله بأنه لا سيد و لا مالك و لا اله للكون و الحياة الا الله سبحانه و تعالي و ان دور الانسان في ممارسة حياته، انما هو دور الاستخلاف و الاستئمان، و أي علاقة تنشأ بين الانسان و الطبيعة، فهي في جوهرها ليست علاقة مالك بمملوك، و انما هي علاقة أمين علي أمانة استؤمن عليها و أي علاقة تنشأ بين الانسان و أخيه الانسان، مهما كان المركز الاجتماعي لهذا أو لذاك، فهي علاقة استخلاف و تفاعل بقدر ما يكون هذا الانسان أو ذاك مؤديا لواجبه بهذه الخلافة، و ليست علاقة سيادة أو ألوهية أو مالكية، هذه الصيغة الاجتماعية الرباعية الأطراف التي صاغها القرآن الكريم تحت اسم الاستخلاف، ترتبط بوجهة النظر المعنية للحياة و الكون...) [1]


پاورقي

[1] المصدر السابق. ص 129 - 128

**صفحه=63