بازگشت

الخلافة قضية اسلامية مناقشتها بتصور اسلامي


ان مسألة الخلافة، عند ما تناقش مع أناس اعتمدوها كصيغة أو أساس لحكمهم (خلفاء مسلمين)، لابد و أن تناقش علي أساس التصور الاسلامي البحث، الذي جاء به القرآن الكريم و النبي الكريم صلي الله عليه و آله و سلم فقط، و لا يمكن بأي حال من الأحوال الابتعاد عن


التصور الاسلامي، تحت أية ذريعة أو حجة؛ اذ أن الاسلام وحده وحدة متكاملة، لا يمكن الأخذ ببعضه و ترك الباقي، ما دام الذي نأخذ به يحقق مصالحنا و رغباتنا و لا يتعارض معها، و مادام الباقي لا يحقق ذلك، بل يتعارض مع هذه المصالح و الرغبات.

اننا لا نناقش حكما رومانيا أو فارسيا قديما، اعتمد دينا مغايرا للاسلام ليبني عليه حكمه؛ حاكما يستفيد من (سياسات و دهاء و عبقريات) الحكام السابقين، و انما نناقش حاكما مسلما، يعلن بأنه جاء يحكم بكتاب الله و سنة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، فكيف نبرر ابتعاد هذا الحاكم و أضرابه، بل و نبذهم الصريح للدين الذي حكموا تحت ظله و باسمه، و حققوا كل ما حققوه من مكاسب و أرباح. و حياة أسطورية لا يزال يتغني بها الكثيرون من المؤرخين و الشعراء و الكتاب، علي أساس أنها تمثل جانبا من حالة الرفاه العامة التي تحققت لجماهير المسلمين، حتي أن الكثيرين منهم يتباكون علي تلك الأيام الخوالي، أيام العز و السمو، مع أنها كانت بداية الانحدار للاسلام الناشي ء و (الحياة الاسلامية) التي لم يكد المسلمون يذوقون طعمها حتي نسوها، في ظل أكبر عملية تشويه و تخريب شهدها هذا الدين في وقت مبكر من وجوده، و لاتزال تفعل فعلها المخيف لتهديمه و طمسه، و التي لا نزال نشهد بعض آثارها في الفرقة و العداوة بين أبنائه أنفسهم، رغم مرور هذه المدة الطويلة علي تلك الأيام الأولي التي جنت فيها عوائل محدودة المكاسب و الأرباح و جنت مئات الملايين من جماهير المسلمين، الضياع و الذل و الفرقة و الجهل و المرض.