بازگشت

التحيز للحق أم للآباء


وجدوا أمرا (واقعا) معاشا، و وجدوا من يقول لهم، بأحقيه هذه الجهات الحاكمة بالخلافة و الملك و السلطان. أما كيف اتفق أن كان هذا الأمر الواقع أمرا واقعا، و كيف وصلت الأمور الي ما وصلت اليه.. كيف وجدوا أنفسهم علي الحال التي وجدوها عليه... لماذا كان الحاكم حاكما، و المحكوم محكوما. و كيف أصبح الفقير فقيرا و الغني غنيا، لماذا اتخذت الأحوال مساراتها الراهنة، فهي أمور ليس علي الجميع مناقشتها، و عليهم تركها لذوي الاختصاص. كل شي ء يحاول أن يقول لهم: تقبلوا الأمور كما هي، و لا تحاولوا أن تقلبوا الأحوال التي وجدتم أباءكم عليها، و أقرها أولئك الأباء الحكماء المجربون! و هل أنتم أكثر حكمة و تجربة و واقعية و معرفة منهم؟ لقد كانت هذه حالة اجتماعية مكرورة تطرق اليها القرآن الكريم في أكثر من موقع، داعيا ايانا من خلال استعراضها الي عدم تبني المواقف الخاطئة للآباء لمجرد أنهم آباء، و عدم التحيز الا الي الحق، و ذكر لنا نماذج اندفعت دون وعي أو ارادة لترسم طريق آبائهم الخاطئة رغم وضوح حجج الأنبياء الذين دعوهم الي الحق. [1] .



پاورقي

[1] (و اذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع مآ ألفينا عليه ءابآءنا أولو کان ءابآؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون) البقرة: 170.

(و اذا قيل لهم تعالوا الي مآ أنزل الله و الي الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءاباؤنا أولو کان ءابآؤهم لا يعلمون شيئا و لا يهتدون) المائدة: 104.

(قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه ءابآؤنا و تکون لکما الکبريآء في الأرض و ما نحن لکما بمؤمنين) يونس: 78.

(قالوا بل وجدنآ ءابآءنا کذلک يفعلون) الشعراء: 74.

(و اذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنا..) لقمان: 21.

(بل قالوا انا وجدنآ ءابآءنا علي أمة و انا علي ءاثرهم مهتدون) الزخرف: 22.

(.. أتنهنآ أن نعبد ما يعبد ءابآؤنا و اننا لفي شک مما تدعونا اليه مريب) هود: 62.

(انهم ألفوا ءاباءهم ضالين فهم علي ءاثرهم يهرعون و لقد ضل قبلهم أکثر الأولين) الصافات: 71 - 69.

(و اذا فعلوا فحشة قالوا وجدنا عليهآ ءابآءنا و الله أمرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشآء أتقولون علي الله ما لاتعلمون) الأعراف: 28.

(... قالوا ان أنتم الا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما کان يعبد ءأبآؤنا فأتوها بسلطن مبين) ابراهيم: 10.