بازگشت

احاديث عديدة عن الثورة و النتائج


و قد استعرضنا بعض الشخصيات التي لعبت أدوارا مهمة في التاريخ الاسلامي، و كانت لها علاقة كبيرة بمجريات هذه الثورة و أحداثها.

كما أفردنا مباحث عديدة عن المجتمع الاسلامي في (عهد معاوية) و طبيعة التركيبة الجديدة لهذا المجتمع. و دور الأئمة عليهم السلام المتكامل في الأحداث التي وقعت بعيد وفاة رسول الله و حتي قيام الثورة.

و استعرضنا التفاصيل التي رافقت الثورة منذ قيام الحسين عليه السلام في المدينة و مغادرته الي مكة و الي الكوفة بعد ذلك.

و أفردنا حيزا كبيرا للحديث عن شخصية معاوية التي لا يزال يلفها الغموض في


أذهان الكثيرين منا، رغم وضح الاشارات الي انحراف هذه الشخصية و خروجها المعلن عن الاسلام و تسببها في الانحرافات اللاحقة في عهدي الأمويين و العباسيين، و بعدهما.

كما أفردنا مباحث للحديث عن أصحاب الحسين عليه السلام، و دور المرأة المسلمة في المعركة، و بينا في النهاية نتائج هذه الثورة علي المديين القريب و البعيد و آثارها العميقة علي مجممل الأحداث التي وقعت بعدها... و تطرقنا الي بعض الآراء بشأنها و حاولنا مناقشتها علي ضوء المفاهيم و الأطروحات الاسلامية.

و لسنا نعتقد أننا كنا قادرين في هذه الدراسة وحدها علي وضع أيدينا علي كل ما يتعلق بهذه الثورة و وقائعها و أسبابها و نتائجها، و كل ما فعلناه هو أننا أشرنا اشارات سريعة و خاصة لبعضها، و ما نحسب أن الباب لا يتسع الا لهذه الدراسة المحدودة القاصرة، بل نري أنه مفتوح لمزيد من الدراسات و التأملات و البحوث لاستيعابها استيعابا حقيقيا و رسم الصورة الواضحة لها، و اعطائها ما تستحق من عناية و اهتمام جديدين بها، و ذلك أمر لابد له من أشخاص عديدين، بل مؤسسات تعيد كتابة تاريخنا بعين منصفة واعية و أمينة، و تولي الصفحات المشرقة من تاريخنا الاسلامي عنايتها الفائقة، لتدفع بذلك الغبش و الضباب عنها و تجعل جماهيرنا الاسلامية علي بينة من كل ما جري، لتنبذ بالتالي (معاركها) المفتعلة و تلتفت الي مخططات أعدائها الحقيقيين الذين أرادوا علي الدوام الكيد لها و النيل منها، و تتخلي عن كل المواقف المسبقة المتحيزة التي أخذت بها في السابق دون وعي أو تكفير أو تأمل.

و حسبنا أن ندعو اليه جميعا - نحن المسلمين - هو الاسلام الحق، اسلام محمد بن عبدالله الرسول الأمين صلي الله عليه و آله و سلم، أما كيف عرضه علينا، و كيف أرادنا أن نفهمه، فهذا ما ينبغي أن يكون موضوع تأملنا علي الدوام، و سنجد ما يريحنا حقا و يجعلنا مطمئنين اذا ما رجعنا الي منهل الاسلام الأول، القرآن الكريم و السنة المطهرة، و اذا ما قلبنا صفحات تاريخنا بهدوء و روية و وعي، و حينذاك سنجد الاجابات الشافية الدقيقة عن كل ما يخطر في بالنا، فهناك الوضوح و القول الفصل.