بازگشت

قصص عن نصائح مزعومة


ان من المؤكد أن بعض القصص التي رويت عن المحاولات التي بذلت لا يقاف الحسين و منعه من الذهاب الي العراق، موضوعة و ملفقة، و كان يراد منها التأكيد علي خطأ المسار الذي اتخذته الثورة منذ البداية.. و اذا ما صح قيام البعض باسداء (النصيحة) بعدم المسير، فان ذلك ربما يكون نابعا عن تصور محدود لدي هؤلاء لطبيعة مهماتهم كمسلمين، في وجه الانحراف، و لابد أن هذا التصور لم يصل الي مستوي تصور و فهم الامام الحسين عليه السلام نفسه، لكي يقوم بمهمة ايقاظ النفوس و العزائم الميتة و النائمة و رفع حالة اللامبالاة و الاهمال اللذين سادا و تولدا نتيجة قيام القيادة الأموية المتمثلة بمعاوية و يزيد من بعده - و التي لا تنظر الي الأمور الا من منظار مصالحها و رغباتها - بانتزاع و سلب السلطة من الاسلام و من الخلفاء الشرعيين المؤهلين و المعدين لقيادة الامة قيادة صحيحة عادلة، و ممن كان مركزهم يبدو أفضل وضعا من مركز الامام الحسين من الناحية العسكرية و التعبوية كأمير المؤمنين عليه السلام مثلا.

و قد عبر شاعر ساخر في تلك الفترة عن غيظه المكبوت من حالة اللامبالاة


و الخدر التي أصابت الأمة بلغت ذروتها حينما رضيت أن يكون يزيد بديلا عن رسول الله في قيادة الأمة و حكمها ببيت شعري ساخر أيضا؛ قال:



فلو جئتم برملة أو بهند

جعلناها أميرة مؤمنينا



لقد عبر عن حالة اليأس المريرة التي أصابت الناس، و جعلتهم لا يرون فرقا في أن يجلس يزيد أو جدته أو احدي أخواته علي كرسي الخلافة، و ربما لم يجدوا بأسا من جلوس زياد أو سمية أؤ عبيدالله بن زياد علي هذا الكرسي.