بازگشت

ما من شهيد في الأرض كالحسين


ان أدواتنا الاسلامية في النظر و الاستدلال ستثبت لنا حتما أن الحسين عليه السلام قد حقق نصرا حاسما، كما انتصر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، حينما عزم علي اقامة العقيدة في الأرض و مواجهة كل طواغيت الأرض، رغم ما ناله من كيد و أذي، و كما انتصر


الأنبياء السابقون رغم أنهم قد طوردوا و عذبوا و أهينوا و نكل بهم. (و الحسين - رضوان الله عليه - و هو يستشهد في تلك الصورة العظيمة من جانب، المفجعة من جانب، أكانت هذه نصرا أم هزيمة؟ في الصورة الظاهرة و بالمقياس الصغير كانت هزيمة. فأما في الحقيقة الخالصة و بالمقياس الكبير فقد كانت نصرا. فما من شهيد في الأرض تهتز له الجوانح بالحب و العطف، و تهفو له القلوب و تجيش بالغيرة و الفداء كالحسين رضوان الله عليه. يستوي في هذا المتشيعون و غير المتشيعين. من المسلمين. و كثير من غير المسلمين) [1] .

لقد نفذت هذه الثورة بسرعة الي الجماهير المظلومة المغلوبة في كل العصور، ففهمتها أكثر من غيرها، و جعل كل واحد من أفرادها نفسه من أصحاب الحسين، و ان لم يضرب معه بسيف أو يحمل برمح و لم يستشهد معه، و وقفت علي طريقتها تتلمس خطاها دائما، و تتمني أن تنال ما ناله الأصحاب الأوائل من شرف الشهادة و الموت في تلك المعركة المظفرة.


پاورقي

[1] في ظلال القرآن - سيد قطب - دار العلم للطباعة و النشر بجدة ط 1406. 12 ه - 1986 م. ج 24 م 5 ص 3086.