بازگشت

ذهب الأمويون و بقيت أساليبهم


اننا لا ينبغي أن ننفي هنا اختفاء أو ضعف تأثير الأسلوب الأموي في أذهان الكثيرين من (العلماء) و (المؤرخين)، الذين ينحازون الي صفه بحكم بقاء نفس هذا النموذج المتكرر و أشباهه لحد الآن، و ان كان ذلك يبدو بصيغ و أشكال أخري، قد تدعي - نفسها - رفض أو نبذ هذا النموذج، مع أنها نتهجه في الواقع مغيرة و مشذبه و محسنة لبعض المناظر و اللوحات الظاهرية.

و من الطبيعي أن يكون من شأن هؤلاء الرافضين للأسلوب الحسيني في التصدي ليزيد و من سيأتي من بعده، و هم يعيشون في ظل المؤسسات المكررة المعادة للشكل الأموي، و يكتسبون مما تغدقه عليهم هذه المؤسسات، و ربما خوفا من سطوتها و جبروتها، التقليل من أهمية الدور العظيم الذي قام به الامام الحسين عليه السلام لاعادة الاسلام الي موقعه الأول.

كما أن من شأن كل تحرك اسلامي قام علي مر العصور و الي يومنا هذا، أن يستلهم تلك الثورة الرائدة التي أراد لها الامام أن تمس كل ضمير حي و كل عقل نير يري ضرورة العودة الي الاسلام الحقيقي، لا المسخ الذي صوروه و بصورة الاسلام، و ألبسوه ملابس مهلهلة من (الطقوس) (العبادات) المجردة المنفصلة عن واقع الحياة.

و لعل دراسة شخصية الامام الحسين عليه السلام الناضجة الغنية، و التي تشكل امتدادا لشخصية جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبيه، أميرالمؤمنين عليه السلام - تأثرت بهما و انطبعت بطابعهما - تجعلنا ندرك أبعاد عقليته، و الدوافع الكامنة خلف تلك الثورة التي تجعل الجميع يفكرون بجد، و هم يقفون علي نفس مفترق الطرق الذي وقفت عليه، و يؤثرون في النهاية، انتهاج نفس الطريق الصحيح، بل الوحيد الذي انتهجته، و الذي يؤدي الي احياء الاسلام في نفوس المسلمين و بسط نفوذه الي الأبد.