بازگشت

كيف ينبغي أن تدرس ثورة الامام الحسين


و نتساءل أيضا: كيف ينبغي أن تدرس الثورة هذا و تستعرض و تطرح للبحث؟هل ندرسها بعقلية المستشرقين الأجانب الذين لا يدينون بالاسلام و لا يحملون أو يفهمون تصوراته و أسسه الحياتية و الفكرية - العملية غالبا، و الذين قد يرون في الثورة - من وجهة نظرهم الغربية - مجرد صراع علي الحكم لا غير بين شخصين قد لا يختلفان عن بعضهما (بالمؤهلات الرفيعة) كعراقة الأصل...! اذ أن كلاهما من قريش، زعيمة العرب و حاملة لواء السيادة فيهم... (كما حاول معاوية نفسه أن يوحي بذلك بالضبط) - و نكون بذلك قد درسناها بمعزل عن (الاسلام) الذي قامت من أجل بقائه و سيادته؟ أم ندرسها من خلال فهم خاصث، هو الفهم الاسلامي الشمولي، الذي يري أن رأس الدولة، ليس مجرد شخص، يتيح له مركزه السامي التمتع بامتيازات تشبه تلك التي يتمتع بها الملوك المطلقون، و انما يري فيه رمزا حقيقيا للاسلام، يحكم باسمه، بل يحكمه و ينهج نهجه، و يمتلك مقومات الفهم و النظر و الاستدلال و الحكم الصائب،


و لعله يتحمل من المشاق و الصعوبات و شظف العيش و الالتزامات أكثر مما يتحمله الآخرون.

هل علينا أن ننظر الي الاسلام، كما نجده الآن فعلا، مجرد طقوس و فروض تعبدية مجردة، تؤدي علي هامش الحياة و بمعزل عنها أمام الحياة نفسها فتؤدي بقوانين و أنظمة غريبة عنه...؟ أم أن علينا أن ننتظر ممن يحكم باسم الاسلام أن يحكم الاسلام، و أن يكون هو أول من يحتكم اليه.

ان علينا، و قد ابتعدنا قرونا طويلة عن بدايات ظهور الاسلام و الجو الذي ظهر فيه و العقيلة التي حملته بحكم قربها من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و بحكم استمرار بعض الصحابة الذين حملوا تلك العقيلة أحياء بعد وفاته صلي الله عليه و آله و سلم لسنوات عديدة أن ندرس المقومات التي كونت تلك العقلية الاسلامية و التي لم يرد لها أن تنقطع بمجرد وفاة حملتها الأوائل أو اختفائهم من مسرح الحياة، مع التأكيد أن الجميع لم يحملوا تلك العقلية بنفس الدرجة من الفهم و الوضوح.