بازگشت

هل كان متوقعا أن يكون يزيد خليفة للرسول


كما أن علينا أن نفهم الظروف التي سبقت قيام هذه الثورة، و التباين الكبير، بل الهائل بين (المتخلف) عن الأمة، و هو يزيد، و بين الأصل الذي أريد لهذا أن يكون خليفة له، و هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و لا شك أنه أمر مثير للمرارة و السخرية علي السواء، تصور تولي يزيد و أشباهه فيما بعد، مهمات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في قيادة الأمة الاسلامية و توجيهها، بعد أن انتزعوا


هذه السلطة، أو انتزعت لهم علي الأصح، بالقوة و الاكراه من أصحابها الحقيقيين. و ان يكونوا علي رأس الحكومة الاسلامية التي يفترض أن تكون مؤهلة - علميا و نفسيا - لبرمجة كل فعاليات و نشاطات المجتمع الاسلامي، علي أساس من الفهم الواعي و التدبر الدقيق للقرآن و السنة؛ أي للاسلام بجملته، و هذا أمر يفتقدونه بكل تأكيد، كما تجمع كل الوقائع و الروايات التاريخية المختلفة، و حتي تلك المتحيزة الي جانبهم، كما سنلمس ذلك خلال استعراض فصول هذا الكتاب ان شاء الله تعالي.

و اذا ما تخلي الرجال الأقوياء المؤهلون فعلا، مثل الحسين عليه السلام عن واجباتهم و مسؤولياتهم، و لو كان ذلك بالاكراه، و تركوا الساحة لمن لا يصلحوا حتي لتحمل مسؤولياتهم الشخصية. و اذا ما ذهبوا الي حد وضع أيديهم بأيدي هؤلاء، مبايعين و مؤيدين و أتباعا، كم كانت الخسارة ستكون فادحة، و الثمن باهظا لو حصل ذلك بالفعل؟

هذا ما ينبغي أن يشار اليه عند التطرق الي أمثال هذه الدراسات، كما أن الخلفيات التاريخية و الممهدات التي كانت وراء وصول يزيد الي (كرسي الخلافة) الذي أصبح كرسيا للملك يتصرف به الوريث المدلل كيف شاء، يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار عند دراسة هذه الثورة بالذات.