بازگشت

حالة دخول اهل البيت دار الرسول


ثم دخل زين العابدين عليه السلام و جماعته دار الرسول فرآها مقفرة الطلول خالية من سكانها خالية بأحزانها قد غشيها القدر النازل و ساورها الخطب الهائل و أطلت عليها عذابات المنايا و ظلتها جحافل الرزايا و هي موحشة العرصات لفقد السادات.



للهام في معاهدها صياح

و للرياح في محو آثارها إلحاح



و لسان حالها يندب ندب الفاقدة

و تذري دمعا من عين ساهدة



و قد جالت عواصف النعامي و الدبور

في تلك المعالم و القصور



و قالت يا قوم أسعدوني بإسالة العزوب علي المقتول المسلوب، و علي الأزكياء من عترته، و الأطائب من امرأته، فقد كنت آنس بهم في الخلوات، و أسمع تهجدهم في الصلوات، فذوي غصني المثمر، و أظلم ليلي المقمر، فما يجف جفني من التهيام و لا يقل قلقي لذلك الغرام، و ليتني حيث فاتتني المواساة عند النزال، و حرمت معالجة تلك الأهوال، كنت لأجسادهم الشريفة مواريا، للجثث و الطواهر من ثقل الجنادل واقيا لقد درست باندراسهم سنن الإسلام، و جفت لفقدهم مناهل الإنعام، و امتحت آثار التلاوة و الدروس، و عطلت مشكلات الطروس، فوا أسفا علي خيبة بعد انهدام أركانه و وا عجبا من ارتداد الدهر بعد إيمانه، و كيف لا أندب الأطلال الدوارس، و أوقظ الأعين النواعس، و قد كان سكانها سماري، في ليلي و نهاري، و شموسي و أقماري آتية علي الأيام بجوارهم و أتمتع بوطي أقدامهم و آثارهم، و أشرف علي البشر يسيرهم و انشق ريا العبير من نشرهم، فكيف يقل حزني و جزعي، و محمد حرقي و هلعي.