صفة ورود أهل البيت إلي دمشق
فانطلقوا جميعا فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من شمر و قالت: لي إليك حاجة قال: ما هي؟ قالت: إذا دخلت البلد فاحملنا في درب قليل النظارة و تقدم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل و ينحونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا و نحن في هذه الحال فأمر بضد ما سألته بغيا منه و عتوا، و سلك بهم علي تلك الصفة حتي وصلوا باب دمشق حيث يكون السبي [1] .
و لقد أقرح فعله هذا حناجر الصدور، و أسخن عين المقرور، حتي قلت شعري هذا من القلب الموتور:
فوا أسفا يغزي الحسين و رهطه
و يسبي بتطواف البلاد حريمه
ألم يعلموا أن النبي لفقده
له عزب جفن ما يخف سجومه [2]
و في قلبه نار يشب ضرامها
و آثار وجد ليس ترسي كلومه
و لم يكن زين العابدين عليه السلام يكلم أحدا في الطريق حتي بلغوا باب يزيد.
پاورقي
[1] أخرجه في البحار: 127:45 عن اللهوف: 73.
[2] دموعه.