بازگشت

ابن زياد بشر والي المدينة بقتل الحسين


و بعث عبيد الله بن زياد إلي المدينة عبيد الله بن الحرث السلمي و كان واليها إذ ذاك عمرو بن سعيد بن العاص و قال له: لا يسبقنك الخير إليه. قال: فلقيني رجل قال: ما الخبر؟ قلت: الخبر عند الأمير تسمعه فقال: إنا لله قتل الحسين فدخلت علي عمرو و قال: ما وراءك؟ فأخبرته فاستبشر و أمر أن ينادي بقتله.

ثم تمثل ببيت عمرو بن معدي كرب الزبيدي:



عجت نساء بني زياد عجة

كعجيج نسوتنا غداة الأرنب [1]



و يحسن أن أورد شعري هذا في معناه مسفها له في بشراه:



يستبشرون بقتله و بسبه

و هم علي دين النبي محمد



و الله ما هم مسلمون و إنما

قالوا بأقوال الكفور الملحد



قد أسلموا خوف الردي و قلوبهم

طويت علي غل و حقد مكمد



و روي أن يزيد بن معاوية بعث بمقتل الحسين إلي المدينة محرز بن حريث ابن مسعود الكلبي من بني عدي بن حباب، و رجلا من بهراء [2] و كانا من أفاضل أهل الشام.


فلما قدما خرجت امرأة من بنات عبد المطلب قيل: هي زينب بنت عقيل ناشرة شعرها، واضعة كمها علي رأسها، تتلقاهم و هي تبكي و تقول:



ما ذا تقولون إذ قال النبي لكم

ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم



بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي

منهم أساري و منهم ضرجوا بدم



ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي




پاورقي

[1] أخرجه في البحار: 122:45عن ارشاد المفيد: 278.

[2] بهراء: قبيلة من قضاعة‌«مجمع البحرين».