بازگشت

خطبة الامام زين العابدين


ثم إن زين العابدين عليه السلام أومي إلي الناس أن اسكتوا. و قام قائما فحمد الله و أثني عليه، و قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشط الفرات، بغير ذحل و لا ترات، أنا ابن من انتهك حريمه [و سلب] [1] نعيمه، و انتهب ماله، و سبي عياله،و قتل صبرا و كفي بذلك فخرا،فانشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلي أبي و أعطيتموه العهد و الميثاق فخذلتموه؟ فتبا لما قدمتم و سوأة لرأيكم،بأية عين تنظرون إلي رسول الله صلي الله عليه و آله إذ يقول قتلتم عترتي و انتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي.

فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية، و قال بعضهم لبعض: هلكتم و ما تعلمون؟

فقال عليه السلام: رحم الله امرأ قبل نصيحتي، و وصيتي في الله و في رسوله و أهل بيته فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة، فقالوا جميعا: نحن سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك و لا راغبين عنك فمرنا بأمرك يرحمك الله فإنا حرب لحربك و سلم لسلمك لنأخذن يزيد و نبرأ ممن ظلمك و ظلمنا.

فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتون إلي كما أتيتم إلي أبي من قبل كلا و رب الراقصات، فإن الجرح لما يندمل، قتل أبي بالأمس و أهل بيته معه، و لم ينسني ثكل رسول الله صلي الله عليه و آله و ثكل أبي و بني أبي، و وجده بين لهاتي و مرارته بين حناجري، و غصصه في فراش صدري، و مسئلتي أن لا تكونوا لنا و لا علينا.

ثم قال:



لا غرو إن قتل الحسين فشيخه

قد كان خيرا من حسين و أكرما






فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي

أصيب حسين كان ذلك أعظما



قتل بنهر الشط روحي فداؤه

جزاء الذي أرداه نار جهنما



ثم قال عليه السلام:



رضينا منكم رأسا برأس

فلا يوم لنا و لا علينا




پاورقي

[1] من النسخة الحجرية.