قال: و خطبت أم كلثوم بنت علي عليه السلام من وراء كلة، و قد غلب عليها البكاء فقالت: يا أهل الكوفة سوءة [1] ، ما لكم خذلتم حسينا و قتلتموه و سبيتم نساءه و نكبتموه ويلكم أتدرون أي دواة دهتكم؟ و أي وزر علي ظهوركم حملتم [و أي دماء سفكتم] [2] و أي كريمة أصبتموها؟ و أي أموال انتهبتموها؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي صلي الله عليه و آله، ألا إن حزب الله هم الفائزون، و حزب الشيطان هم الخاسرون.

ثم قالت:



قتلتم أخي صبرا فويل لأمكم

ستجزون نارا حرها يتوقد



سفكتم دماءا حرم الله سفكها

و حرمها القرآن ثم محمد



ألا فأبشروا بالنار أنكم غدا

لفي سقر حقا يقينا تخلدوا



و إني لأبكي في حياتي علي أخي

علي خير من بعد النبي سيولد



بدمع غزير مستهل مكفكف

علي الخد مني ذائبا ليس يحمد




فضج الناس بالبكاء و النوح.