بازگشت

خطبة زينب لاهل الكوفة


و رأيت زينب بنت علي عليها السلام فلم أر خفرة أنطق منها، كأنما تفرغ عن لسان أبيها فأومأت إلي الناس أن اسكتوا فسكنت الأنفاس، و هدأت الأجراس، فقالت:

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد خاتم المرسلين، أما بعد [يا أهل الكوفة] [1] يا أهل الختل و الخذل أ تبكون؟ فلا رقأت العبرة، و لا هدأت الرنة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم، و إن فيكم إلا الصلف النطف، و ذل العبد الشنف و ملق الاماء و غمز الأعداء أو كمرعي علي دمنة، أو كقصة [2] علي ملحودة، ألا ساء ما تزرون؟ إي و الله فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا، فلقد ذهبتم بعارها و بؤتم (بشنارها) [3] ، فلن ترحضوها (بغل) [4] و أني ترحضون قتل من كان سليل خاتم النبوة، و معدن الرسالة و مدرة حجتكم، و منار محجتكم و سيد شباب أهل الجنة، يا أهل الكوفة ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم؟ أن سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ و أي دم سفكتم؟ و أي كريمة أبرزتم؟ لقد جئتم بها شوهاء خرقاء فلا يستخفنكم المهل فإنه لا تخفره البدرة و لا يخاف فوت الثار.

- و في رواية فوت النار - كلا أنه لبالمرصاد.

فضج الناس بالبكاء و النحيب.

قال الراوي: و رأيت شيخا واقفا يبكي و يقول: بأبي أنتم و أمي كهولكم خير الكهول، و شبابكم خير الشباب و نساؤكم خير النساء، و نسلكم خير النسل لا يخزي و لا يبزي.



پاورقي

[1] من النسخة الحجرية.

[2] في الاصل: کفضه، والقصة: الجصة التي يجصص بها القبور.

[3] في البحار: «شنانها» خ ل، شنارها.

[4] في البحار: مغسل، و في النسخة الحجرية: بغسل.