اشتداد العطش و تحريم الماء علي الحسين و اصحابه
و لما اشتد بالحسين عليه السلام و أصحابه العطش و بلغ منه اللغوب.
فرويت إلي القاسم بن أصبغ بن نباتة قال: حدثني من شاهد الحسين عليه السلام و قد لزم المسناة يريد الفرات، و العباس بين يديه، فجاء كتاب عبيدالله بن زياد إلي عمر ابن سعد: أن حل بين الحسين و أصحابه و بين الماء فلا يذوقوا منه قطرة. فبعث لعمرو بن الحجاج بخمسمائة فارس فنزلوا علي الشريعة و منعوهم الماء.
فناداه عبد الله بن حصين الأزدي: يا حسين ألا تنظر إلي الماء كأنه كبد السماء [1] و الله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا أنت و أصحابك.
فقال زرعة بن أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء و رماه بسهم فأثبته في حنكه فقال عليه السلام: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا. و كان قد أتي بشربة فحال الدم بينه و بين الشرب فجعل يتلقي الدم و يقول هكذا إلي السماء [2] .
پاورقي
[1] في النسخة الحجرية: خ ل: «السمک».
[2] عنه في البحار: 50:45 و عن ارشاد المفيد: 269 و عن اللهوف: 49.