بازگشت

خطبة الحسين في اصحابه و خيرهم بين الانصراف و النصرة


و جمع الحسين عليه السلام أصحابه و حمد الله و أثني عليه ثم قال:

أما بعد فإني لا أعلم لي أصحابا أوفي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني [جميعا] [1] خيرا ألا و إني قد أذنت لكم فانطلقوا أنتم في حل، ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا [2] .

فقال له إخوته و أبناؤه و أبناء عبد الله بن جعفر: و لم نفعل ذلك؟ لنبقي بعدك؟ لا أرانا الله ذلك و بدأهم العباس أخوه ثم تابعوه.

و قال لبني مسلم بن عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم اذهبوا فقد أذنت لكم، فقالوا: لا و الله لا نفارقك أبدا حتي نقيك بأسيافنا و نقتل بين يديك فأشرقت عليهم بأقوالهم هذه أنوار النبوة و الهداية و بعثتهم النفوس الآبية علي مصادمة خيول أهل الغواية و حركتهم حمية النسب و سنة أشراف العرب علي اقتناص روح المسلوب و رفض السلب فكانوا كما وصفهم بعض أهل البصائر بأنهم أمراء العساكر و خطباء المنابر:




نفوس أبت إلا تراث أبيهم

فهم بين موتور لذاك و واتر



لقد ألفت أرواحهم حومة الوغا

كما أنست أقدامهم بالمنابر




پاورقي

[1] من النسخة الحجرية.

[2] اتخاذ ظلمة الليل سترا للفرار.