جواب بني تميم و دعاء الحسين
ثم كتب إلي الحسين عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد وصل إلينا كتابك و فهمت ما ندبتني إليه و دعوتني له، من [الأخذ بحظي من] [1] طاعتك و بنصيبي من نصرتك، و إن الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أو دليل علي سبيل نجاة و أنتم حجة الله علي خلقه، و وديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية، هو أصلها و أنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذللت لك أعناق بني تميم، و تركتهم أشد تهافتا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خامسها [2] ، و قد ذللك لك بني سعد و غسلت درن [3] صدورها بماء سحابه مزن حتي استهلت برقها فلمع.
فلما قرأ الحسين عليه السلام الكتاب قال: ما لك آمنك الله يوم الخوف و أعزك و أرواك يوم العطش الأكبر.
فلما تجهز المشار إليه للخروج إلي الحسين صلوات الله و سلامه عليه بلغه قتله قبل أن يسير فجزع لذلك جزعا عظيما لما فاته من نصرته.
پاورقي
[1] من النسخة الحجرية.
[2] في النسخة الحجرية خ ل: خمسها.
[3] الدرن لغة: (الوسخ)، و اصطلاحا: (الحقد).