بازگشت

محمد بن جعفر


هو نجم الملة و الدين الملقب «بنجيب الدين» و المكني «بأبي ابراهيم» محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي (نسبة الي قبيلة ربيعة العربية الشهيرة في التاريخ).

ولد في الحلة سنة 567 ه و نشأ نشأة علمية و درس علي أبيه و علي غيره من الاعلام المعاصرين له منهم فخر الدين محمد بن ادريس الحلي العجلي، و الشيخ محمد بن المشهدي و له الرواية عنهم.

و أخذ عنه الشيخ سديد الدين والد العلامة، و السيد أحمد بن طاووس الحسني و رضي الدين بن طاووس الحسني و غيرهم.

وقال المحقق الكركي عنه: «و أعلم العلماء بفقه أهل البيت الشيخ الفقيه السعيد الأوحد محمد بن نما الحلي».

و قال المحدث المجلسي في اجازات البحار عن خط الشيخ الشهيد محمد ابن مكي صاحب اللمعة الدمشقية قال: كتب ابن نما الحلي الي بعض الحاسدين له:



أنا ابن نما ان نطقت فمنطقي

فصيح اذا ما مصقع [1] القوم أعجما [2] .



و ان قبضت كف امريء عن فضيلة

بسطت لها كفأ طويلا و معصما



بني وادي نهجا الي ذلك العلا

بأفعاله كانت الي المجد سلما



كبنيان جدي جعفر خير ماجد

فقد كان بالاحسان والفضل مغرما



و جد أبي الحبر الفقيه أبي البقا

فما زال في نقل العلوم مقدما



يود اناس هدم ما شيد العلي

و هيهات للمعروف أن يتهدما






يروم حسودي نيل شأوي [3] سفاهة

و هل يقدر الانسان يرقي الي السما؟



منالي بعيد ويح نفسك فابتدء

فمن للاجداد مثل التقي (نما)؟



فظهرت من هذه الابيات المذكورة التي أرسلها الي حساده و مناوئيه عظمته نفسه، و روحيته القدسية، و منزلته الروحانية و ترفعه عن المساويء.

والدنا توفي سنة 645 هجري بالنجف كما حدث عنه صاحب نخبة المقال في تاريخه و دفن بها.

و خلف له آثارا علمية مفيدة قيمة أشهرها كتاب «مثير الاحزان» و هو الكتاب المعروف الذي مثل فيه مؤلفه واقعة الطف العظيمة التي رن صداها في أجواء العالم الشرقي و الغربي منذ القرن الاول للهجرة حتي القرن الرابع عشر، و لا يزال يتجدد صداها، و تعاد ذكرياتها المؤلمة، ومواساتها المحزنة علي مر الايام، و توالي الزمن.

«عبدالمولي الطريحي»



پاورقي

[1] المصقع: الخطيب البليغ.

[2] أعجما: لم يفصح.

[3] الشأو: الغاية في السبق.