بازگشت

رأس الحسين


من الكرامات التي أعطاها الله سبحانه للإمام الحسين …، هي تكلم رأسه الشريف، وما كان له من دورٍ في هداية الناس وإصلاحهم، بل دور في عملية البناء الإسلامي.

فأمّا إصلاح الناس وهدايتهم، فقد كان رأس أبي عبد الله الحسين … وهو علي أسنة الرماح يتلو القرآن طيلة الطريق من كربلاء إلي الشام ثم إلي كربلاء، حيث دفن مع الجسد الشريف [1] .

ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث أنكر عليه فعلته، نطق الرأس الشريف بصوت رفيع: «لا حول ولا قوة إلا بالله» [2] .

فكان الناس عندما يسمعون ذلك من الرأس الشريف، يدركون أنها معجزة إلهية، وأنّ قضية هذا الرأس مرتبطة بالسماء، فكان عاملاً مؤثراً في هداية الناس، وكاشفاً للحقيقة لهم وعرفوا صحة كلام رسول الله حيث قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وأدركوا أن الحق مع الإمام الحسين …، لما رأوا المعجزات تظهر من رأسه المبارك.

وأما من ناحية البناء الإسلامي، فيذكر التاريخ لنا: أن مسجد (الحنانة) [3] أقيم بسبب رأس الحسين …، حيث وضع الرأس الشريف هناك أثناء المسير إلي الشام، فأقيم علي ذلك المكان مسجد الحنانة، وهكذا مسجد رأس الحسين … في كربلاء المقدسة [4] ، وكذلك (مشهد النقطة) في حلب و(مقام رأس الحسين …) في دمشق إلي غيرها من الآثار الإسلامية التي أقيمت، وكان سبب إقامتها من بركات الرأس الشريف.


پاورقي

[1] راجع مقتل الحسين، عبد الرزاق المقرم ص331.

[2] مقتل الحسين، عبد الرزاق المقرم: ص333.

[3] حنانة موضع بظهر النجف الأشرف بها مسجد رأس الحسين …، عن دائرة المعارف للأعلمي الحائري: ج17 ص 70.

[4] من أقدم المساجد الأثرية في کربلاء، وکان يضم في وسطه مقام رأس الحسين … فعرف بهذا الاسم، وموقعه بالقرب من باب السدرة، وقد طاله الهدم، راجع تاريخ الحرکة العلمية في کربلاء،الشاهرودي: ص293.