بازگشت

هدف الامام الحسين


إن الإمام أبا عبد الله الحسين … كان يقول: «أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر أسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب..» [1] .

انه كان يريد أن يُخرج الأمة من المنكر إلي المعروف، كان يريد أن يضع حداً للمنكر، وأن ينتشل الأمة من الحضيض الذي أركست فيه إلي العز، وذلك عندما رضيت الأمة الإسلامية بواقعها المتردّي، المتمثل بالخمول، والركون إلي الدنيا، والسكوت علي الظلم، وتسلط الظالمين من أمثال يزيد وأبيه واضرابهم، فأراد الإمام الحسين… أن يبث روح الايمان والحق فيها لتنهض من جديد، كما كانت في عهد رسول الله، لأنه كان يري أن الدين علي وشك أن يُحرَّف، فأراد أن يعيد الدين غضاً طرياً.

هكذا صار الإمام الحسين … مصباح الهدي وسفينة النجاة، ومن هنا صار … صفوة الله؛ فقد جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب … انه قال: «قال رسول الله: أدخلت الجنة فرأيت علي بابها مكتوباً بالذهب: لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أَمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، علي مبغضيهم لعنة الله» [2] .

إن التمسّك بصفوة الله، والاستنارة بهذا المصباح الإلهي يكون هداية في الدنيا، ونجاة في الآخرة، لأن حب الإمام الحسين … يستتبع العمل الصالح، وذلك لأنه … مصباح ينير طريق الحق لسالكيه، ولأنه … فرّق بين طريق الحق وطريق الباطل بنهضته المباركة، ولسان حاله …: إن كان دين محمد لم يستقم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني [3] ، ومن المعلوم كما رواه الفريقان أن الإمام الحسين … من أهل البيت، فهو خامس أصحاب الكساء، الذين نزلت فيهم آية التطهير في قوله تعالي:

[إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً] [4] .

فهو … بدليل القرآن من أهل البيت، الذين حبهم نجاة وبغضهم هلكة، وقد قال رسول الله: «حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط» [5] .

حقاً إن الإمام الحسين … مصباح الهدي، فما زال نوره وضياؤه يشرق علينا بالبركة والخير فهو يميز الحق من الباطل في جميع العصور والأزمان مضافاً إلي استمرارية نوره في ذريته الطاهرة، وذلك عبر الإمام الحجة، فهو حفيد الإمام الحسين …، لأن الله تعالي كرامة للحسين … جعل الأئمة ـ وهم حفظة الدين ـ من صلبه…، كما ورد في الحديث الشريف، وكان ذلك عوضاً عن شهادة الإمام الحسين … وعظيم ما لاقاه من المصائب التي جرت عليه يوم عاشوراء وما بعده.


پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب: ج4 ص89 فصل في مقتله ….

[2] الخصال: ص323 باب الستة ح10.

[3] الأبيات منسوبة للشيخ محسن أبو الحب الکبير.

[4] سورة الأحزاب: 33.

[5] أمالي الشيخ الصدوق: ص10 المجلس الثالث ح3.