بازگشت

الامام المعصوم


وإذا أردنا أن نتعرف قليلاً علي هذه الشخصية العظيمة، فإنه ينبغي أن نقرأ بعض الأحاديث التي تبين مكانة الإمام المعصوم … عند الله عزوجل ومقامه التكويني والتشريعي.

فقد جاء عن أبي عبد الله الصادق … في قول الله عزوجل:[وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً] [1] قال …: «طاعة الله ومعرفة الإمام». [2] .

وكذلك جاء عن الإمام موسي بن جعفر پ في قول الله عزوجل:[قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ] [3] ، قال …: «إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد». [4] .

وجاء عن الإمام الرضا … أنه قال: «فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره؟! هيهات هيهات! ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء.. وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله وأقرت بالعجز والتقصير..» [5] .

وقال … أيضاً: «... الإمام أمين الله في خلقه، وحجته علي عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلي الله والذاب عن حرم الله..» [6] .

إذن، من خلال هذه الأحاديث الشريفة وكثيرغيرها يمكن أن نعرف بعض مكانة الإمام الحسين …، وقربه من الله عزوجل ودوره في قيادة المجتمع الإنساني وهدايته، فإذا أردنا أن نحلّ بساحة الرحمة الإلهية، ونحصل علي السعادة الدنيوية والاخروية، فلابد أن نتبع خطي الإمام الحسين …، ونسير علي طريقه الذي رسمه للأجيال بدمه الشريف، وهذا الأمر أيضاً يصدق علي بقية الأئمة المعصومين، إلا أن البحث يدور في هذا الكراس حول أبي عبد الله الحسين ….

نعم، فقد امتاز الإمام الحسين … عن سائر الشهداء والثائرين بخصائص تفوق كل الشهداء فأصبح سيد الشهداء من الأولين والآخرين، وهذا لا باعتباره إماماً معصوماً فقط، ولا لأنه سبط [7] رسول الله وريحانته من الدنيا [8] فحسب، بل لجلالة الأهداف التي فجّر ثورته من أجلها، وعظمة التضحية التي قدّمها …، وتكاملية الأبعاد فيها، ومن هنا جاء التأكيد الكبير علي الشعائر الحسينية وزيارة الإمام الحسين ….


پاورقي

[1] سورة البقرة: 269.

[2] الکافي: ج1 ص185 ح11.

[3] سورة الملک: 30.

[4] الکافي: ج1 ص339 ح14.

[5] الکافي: ج1 ص201 ح1.

[6] الکافي: ج1 ص200 ح1.

[7] راجع الإرشاد: ج2 ص127 باب طرف من فضائل الحسين …، وفيه عن رسول الله: «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط».

[8] راجع عيون أخبار الرضا …: ج2 ص27 ح8، وفيه قال رسول الله: «الولد ريحانة وريحانتاي الحسن والحسين».