بازگشت

الشهادة و الحياة الأبدية


قال تعالي:[وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] [1] .

تشير الآية الكريمة إلي حال الذين يقتلون في سبيل الله، وتؤكد لنا استمرار حياتهم بعد القتل، وأنهم يبقون أحياء، فإن من استشهد في سبيل الله لا تنتهي حياته، بل يبقي حياً يرزق، وهذا ما تؤكده الآية المباركة.

فكما أن هذه الحياة المادية ذات مراتب منها مرتبة كاملة نسبياً كمن كان سعيداً فرحاً، ومنها مرتبة ناقصة كمن كان شقياً حزيناً، كذلك من مات يكون علي قسمين ـ بعد بقاء كليهما في حياة من لون آخر ـ قسم يكون حياً هناك أي سعيداً فرحاً وقسم يكون ميتاً هناك أي شقياً حزيناً. [2] .

وكيف لا؟ والشهداء هم الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل العقيدة.. وفي سبيل إعلاء كلمة التوحيد والحق، وأناروا الحياة بدمائهم الزكية، كي يتسني للأجيال التمسّك بعري الإسلام.

وقد يكون المضحّي بنفسه بالإضافة إلي أنه شهيد وقد وعد الله بحياته، يكون عروة من عري الإيمان والعقيدة وإماماً من أئمة المسلمين، كما هو الحال بالنسبة لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين… فما أعظم هذا الشهيد وما أرفع مكانته وقد قال الإمام زين العابدين …: «وأما الآخرة فبنور وجهك مشرقة».


پاورقي

[1] سورة آل عمران: 169.

[2] تقريب القرآن إلي الأذهان: ج4 ص66 سورة آل عمران.