بازگشت

المقدمة


الحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

يتخذ الانسان لنفسه قدوة يتأسي به في مجمل انشطته الحياتية. وتتوفر للمسلم فرص هائلة في الاقتداء. فالنبي الأعظم محمد (صلي الله عليه وآله) الأسوة العظمي لكل مؤمن. وأهل بيته الهداة نعم القدوات. ولكن الكثير من المسلمين اليوم يخسرون هذه الفرص. فتراهم يتيهون في الفراغ أو يتخذون من الكفار قدوات.

ولعـل من أهم الأسبــاب جهل المسلمين بحياة قادتهم الهداة وذلك بسبب ضياع النظام التربوي والتثقيفي السليم. ففي البيت لا تتوافر اية فرصة تربوية لمعرفة آفاق حياة النبي وأهل بيته وكبار قادة الأمة اما بسبب انشغال الوالدين بشؤونهم، او بعلة ضحالة معلوماتهما الدينية، أو لأن اجهزة التلفاز والالعاب الكمبيوترية ألهت الاولاد عنهما وألهتهما عنهم..

ومنذ أمد بعيد وفّقني الرب تعالي لكتابة سلسلة من الكتب الموجزة عن حياة النبي وأهل بيته عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام. وقد اتخذت موقعها في المكتبة الاسلامية.

ومنذ عدة سنوات وفقني الله سبحانه للحديث عن ثلاثة مـن القمم المضيئة التي ساهمت في ملحمة عاشوراء. فكتبت عن الصديقة الصغري زينب شقيقـة الحسين عليهما السلام، وعن سيدنا العباس نصير الحسين عليهما السلام، وعن مسلم بن عقيل سفير الحسين عليهما السلام، وها انا اليوم أرجو التوفيق لتأليف كتاب عن علي الأكبر سليل الحسين عليهما السلام..

وانا اسأل العلي القدير أن يجعله لي ذخراً، وللقراء الكـرام تبصرة وهدي.

ولعل فتيـاننـا وفتيـاتنـا يجدون فرصة ذهبية للتكامل بالاقتـداء بهذه الصفوة ممن نصر السبط الشهيد (عليه السلام). والله المستعـان.

6 / محرم الحرام / 1418 هـ

محمد تقي المدرسي