بازگشت

تشكيك الكاتب في مكان قبر الحسين


قال: ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه عليه السلام. ولعل آخر ما في كنانة هذا الكاتب جهالته وزعمه أن قبر الإمام الحسين (ع) مجهول!! فانظر إلي ما يقوله ابن كثير في (البداية والنهاية) ج8 ص 221: وأما قبر الحسين (رض) فقد اشتهر عند كثير من المتأخرين أنه في مشهد علي بمكان من الطف عند نهر كربلاء فيقال إن ذلك المشهد مبني علي قبره… وذكر هشام بن الكلبي أن الماء لما أجري علي قبر الحسين ليمحي أثره نضب الماء بعد أربعين يوما فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتي وقع علي قبر الحسين فبكي وقال: بأبي أنت وأمي ما كان أطيبك تربتك ثم أنشأ يقول: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيب تراب القبر دل علي القبر ومما يدل علي بقاء محله معروفا ما ينقله ابن كثير في ج10ص315: ثم دخلت سنة ست وثلاثون ومائتين وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب وما حوله من المنازل والدور. نقل ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء ج12ص35 معلقا: وكان المتوكل فيه نصب وانحراف. وذكر ذلك الطبري في تاريخه والسيوطي في تاريخ الخلفاء ج2ص347، ثم قال في ص356: ذكر أن الخليفة المنتصر بالله الذي كان راغبا في الخير قليل الظلم محسنا إلي العلويين وصولا لهم أزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين ورد علي آل الحسين فدك. بل كان القبر معروفا إلي عام 553 هـ قال ابن الجوزي في (المنتظم) ج10ص181:ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة … وفي ربيع الآخر خرج أمير المؤمنين بقصد الأنبار وعبر الفرات وزار قبر الحسين عليه السلام. وقال ابن كثير في تاريخه ج8 ص 222: وأما رأس الحسين فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلي يزيد بن معاوية ثم اختلفوا بعد ذلك في المكان الذي دفن فيه الرأس فروي محمد بن سعد: أن يزيد بعث برأس الحسين إلي عمرو بن سعبد نائب المدينة فدفنه عند أمه بالبقيع، وذكر ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبدالرحمن عن محمد بن عمر بن صالح - وهما ضعيفان – أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتي توفي فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق قلت: ويعرف مكانه بمسد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثاني، وذكر ابن عساكر في تاريخه في ترجمته ريا حاضنة يزيد بن معاوية أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزبعري يعني قوله:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



قال: ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام ثم وضع في خزائن السلاح حتي كان زمن سليمان بن عبدالملك جيء به إليه وقد بقي عظما أبيض فكفنه وطيبه وصلي عليه ودفنه في مقبرة المسلمين فما جاءت المسودة - يعني بني العباس - نبشوه وأخذوه معهم.