بازگشت

البكاء علي الحسين سنة سنها رسول الله


فقد كان (ص) أول من أخبر بواقعة شهادة الحسين (ع) وأول الباكين عليه عند ولادته (ع): روي ابن حبان في صحيحه ج6 ص 203 عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي (ص) فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي (ص): احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي علي الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب علي ظهر النبي (ص) وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك: أتحبه؟ قال: نعم قال: أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. وأما بكاء (ص) عليه فقد روي أحمد في مسنده ج2 ص78 عن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذي نينوي وهو منطلق إلي صفين فنادي علي: اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات قلت: وماذا؟ قال: دخلت علي النبي (ص) ذات يوم وعيناه تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال: فقال: هل لك إلي أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. قال الهيثمي في (مجمع الزائد) ج9 ص 187 معلقا علي الرواية: رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا. وروي الطبراني في (المعجم الكبير) ج3 ص 108 عن أم سلمة قال: كان رسول الله (ص) جالسا ذات يوم في بيتي فقال: لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين (رض) فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي (ص) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت: والله ما علمت حين دخل فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال: تحبه؟ قلت: أما من الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل عليه السلام من تربتها فأرها النبي (ص)، فلما بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء قال: صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء. قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص 189 معلقا علي سند الرواية: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. وروي الحاكم في المستدرك علي الصحيحين ج3 ص176 (194) عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت علي رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة قال: ما هو قالت إنه شديد قال: ما هو قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري فقال رسول الله (ص): رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في حجرك، فولدت فاطمة (ع) الحسن (ع) فكان في حجري كما قال رسول الله (ص) فدخلت يوما إلي رسول الله (ص) فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله تهريقان من الدموع قالت: فقلت يا نبي الله بأبي وأمي مالك؟ قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا فقلت: هذا فقال: نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء. هذه روايات صريحة في أن البكاء علي الحسين هي سنة رسول الله (ص) والشيعة يتبعون سنته (ص) في البكاء علي سيد الشهداء الحسين (ع).