بازگشت

البدعة و مراسم العزاء علي الامام الحسين


قال: لا يجوز لمن خاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمد أو ابنه جعفر أو موسي بن جعفر ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدي أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا.. لابد أن نقرر بداية بأن العناوين العامة في الشريعة الإسلامية كإحياء أمر الدين وتوقير النبي (ص) بين المسلمين إنما هي عناوين شرعية عامة لا يناقش فيها مسلم، لذلك تري المسلمين قاطبة – إلا المتمسلفين - يدعون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويوم الإسراء والمعراج وغيرها كمصاديق لإحياء أمر الدين.

ومن السيرة التي يراها كل عاقل علي مر القرون يجد بأن للعرف أن يحدد الطريقة المناسبة لإحياء أمر الدين شريطة أن يصدق عليها توقير مقام النبي (ص) وإن لم يرد نص صريح بخصوص الكيفية. ولولا ذلك لما جاز تغيير وتطوير أساليب الدعوة كطباعة الكتب والتلفزيون والمذياع والندوات والمخيمات والمدارس الدينية، التي لم تكن في زمن الرسول (ص) ولا زمن الطبقة الأولي من المسلمين، ولكن مع تطور الزمن تطور أسلوب الدعوة. وهذا ليس بممنوع ولا هو بدعة، لأنه أمر مندوب إليه بعنوانه العام، وتحديد المصاديق موكول إلي العرف ما لم يدخل شيء منها في أحد عناوين المحرمة. وبناء علي ذلك، فإن من العناوين العامة في الدين إحياء أمر أهل البيت (ع) وتوقيرهم ومحبتهم وإظهار الحزن لأحزانهم والفرح لأفراحهم، فالله تعالي قد أمر بمودة أهل البيت (ع)، فهل تتصور المودة بالفرح بحزنهم والحزن بفرحهم؟ والمآتم الحسينية إنما هي مصداق من مصاديق تلك المودة المفروضة، وتلك المراسيم لم يرد فيها نهي ولا منع، لذا فهي جائزة أصالة، ويرجح كفة إقامتها لأنها إحياء لأمر الدين، وتتأكد بورود روايات عن الأئمة (ع) في الحث عليها. فإن منع الدين الحزن علي المؤمن فلنمنع الحزن علي الحسين (ع)؟ وإن لم يجز لرسول الله (ص) التأثر الشديد بمقتل حمزة،لم يجز لنا التأثر بمقتل الحسين (ع)؟ كيف والحسين (ع) أعز عند الله ورسوله (ص) من حمزة (ع)؟ كل ذلك حكم العقل والبداهة، فضلا عن وجود الأدلة الخاصة التي تدل علي فضل البكاء والنوح علي سيد الشهداء (ع) سنذكرها فيما يلي.