بازگشت

ما هي جريمة الحسين


إن جريمة الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة، أنه رفض بيعة يزيد لأنه سلطان غاصب جائر، وقد جعل رسول الله (ص) أفضل الجهاد أن تعلن كلمة الحق أمامه وأمام أمثاله. وقد أوحي الله تعالي لنبيه في حق الحسين (ع): وإني قاتل سبعين ألفا وسبعين ألفا بابن ابنتك، فجعل الله تعالي الانتقام من إراقة دمه الطاهر أشد من انتقامه عز وجل لقتل نبيه يحيي (ع)، وهذه لا ينالها إلا صاحب حق، وإلا فهل يدعي الكاتب أن المخطئ الذي كان في خروجه فساد عظيم.. يقارن بيحيي النبي (ع)؟ وقد رد الحسين (ع) علي هذه الترهات قبل أن يتفوه بها مبغضوه، فقد نقل ابن كثير في تاريخه ج8 ص176: وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص نائب الحرمين إني أسألك الله إن يلهمك رشدك وان يصرفك عما يرديك بلغني أنك قد عزمت علي الشخوص إلي العراق وإني أعيذك الله من الشقاق فإنك إن كنت خائفا فأقبل إلي فلك عندي الأمان والبر والصلة فكتب إليه الحسين إن كنت أردت بكتابك بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة وإنه لم يشاقق من دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إني من المسلمين. فكلام الإمام الحسين (ع): لم يشاقق من دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إني من المسلمين إنما هو رد من الحسين الصحابي (ع) علي كلام الكاتب فهل يقبل به؟ لا أظن. ثم نسأل المنصفين: هل الفساد هو أن تجهر بصوتك لإحقاق الحق والدين والوقوف بوجه الظلمة أم أن الفساد هو مداهنة الظلمة ومد يد الخنوع والخضوع ليزيد، فصوروا بذلك أن الإسلام هو دين الضعف والذل أمام الجبابرة لا دين العزة، وذلك الضعف كان مقدمة واقعة الحرة بكل فظاعتها؟! فهل كان موقف الحسين (ع) عند الكاتب أسوء من موقف أولئك الذين مدوا ليزيد ليفعل ما يشاء؟ ألهذا لم نسمع نقدا صريحا لأنصار يزيد طوال القرون الماضية؟ لا، ولكنه النصب والعداوة الذي يدفع البعض ليتجرأ علي أهل البيت عليهم السلام، ويمدح الذين ركعوا أمام يزيد. المشتكي إلي الله رب العالمين.