بازگشت

النهضة الحسينية لم تكن نتيجة ضغط من أبناء مسلم بن عقيل


قال كاتب المنشور: وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهم الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا لا ترجع حتي نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين علي رأيهم. ونقول: أولاً: الرواية ضعيفة السند إذ فيها خالد بن يزيد بن عبدالله القسري، وقد قال عنه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج9 ص 410: وكان صاحب حديث ومعرفة وليس بالمتقن ينفرد بالمناكير... قال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع علي حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن عدي... وقال: أحاديثه لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا، فعبارة فهمّ بالرجوع من منكرات خالد هذا. ثانياً: استغل الكاتب خطأ في تاريخ ابن كثير، فسعي أن يوهم أن كلمة لا ترجع إنما هي أمر من أبناء مسلم بن عقيل للإمام الحسين (ع) فهم الذين أجبروه علي الاستمرار. ولكن بالرجوع إلي ما نقله الطبري وسائر المؤرخين، نري أن أبنـاء مسلم قالوا: والله لا نرجع حتي نصيب بثأرنا أو نقتل، ثم قال الإمام (ع): لا خير في الحياة بعدكم فسار، رواه الطبري في تاريخه ج4 ص 292، وابن حجر في الإصابة ج2ص16، والمزي في تهذيب الكمال ج6ص427، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3ص308. ولكن الكاتب بني علي هذه الكلمة لا ترجع المنقولة خطأ بدلا من لا نرجع، وأضاف عبارة: فنزل الحسين علي رأيهم ولم يذكر هذا أحد من المؤرخين علي الإطلاق.. وهذا جهل، أو تعمد لتحريف الحقائق! ثالثا: وأما الحادثة كما رواها الشيخ المفيد في الإرشاد ج2 ص75 خالية من تلك الزيادة بل فيها: فنظر – أي الحسين (ع) – إلي بني عقيل فقال: ما ترون؟ فقد قتل مسلم فقالوا: والله لا نرجع حتي نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق، فأقبل علينا الحسين (ع) وقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء، وكذلك رواه الخوارزمي في (مقتل الحسين) ص 327. وكيف ينتظر أن ينساق الحسين عليه السلام مع أبناء مسلم وهم أتباعه وتحت أمره ورأيه؟ بل كيف يتراجع وهو الذي عارض ناصحيه كما يقول الكاتب سابقا؟ وهل يرتاب الحسين بن علي (ع) ويتزعزع عند أول مشكلة تواجهه بينما هو خارج للشهادة ويدرك أن المصيبة جسيمة؟ ولو أن الحسين (ع) كان من أولئك الذين تغلبهم العصبية البغيضة لانتقم لمقتل أخيه الامام السبط الحسن عليهما السلام، خصوصا مع ما حدث عند دفنه من منع عائشة وبني أمية دفنه عند جده (ص)، وإثارة بني هاشم جميعا، لكنه آثر الصبر.