بازگشت

نصيحة ابن عمرو المزعومة لا أصل لها


من أين جاء الكاتب بهذه النصيحة المدعاة؟! فلم يذكر التاريخ أي لقاء تم بين الحسين (ع) وعبد الله بن عمرو، بل ينقل ابن كثير ج 8ص173 خلاف ذلك عن يحيي بن معين حدثنا أبوعبيدة ثنا سليم بن حيان عن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمرو: عجل حسين قدره والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني. والكاتب يقول رواه يحيي بن معين بسند صحيح ويتغافل عن سند ابن كثير إلي يحيي بن معين في حين أن سند يحيي كما في ابن عساكر مضطرب فيقول في (تاريخ دمشق) ج14 ص 202 يحيي بن معين نا أبو عبيدة نا سليم بن حيان قال الحراني: سليمان بن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: عجل حسين قدره … نعم قال المحقق: بالأصل عمرو والمثبت عن الترجمة المطبوعة، والمهم هنا أن سليم ينقل عن سليمان بن سعيد لا سعيد بن مينا، فضلا عن وجود نسخ أنه ابن عمر لا عمرو. بل إن الفرزدق يروي خلاف ذلك كما في طبقات ابن سعد (ترجمة الإمام الحسين) وهو من الجزء الذي طبع علي حدة بتحقيق السيد الطباطبائي ص 63 عن الفرزدق:

قال لما خرج الحسين بن علي رحمه الله لقيت عبدالله بن عمرو فقلت له: إن هذا الرجل قد خرج فما تري؟ قال: أري أن تخرج معه، فإنك إن أردت الدنيا أصبتها وإن أردت الآخرة أصبتها، فمن أين احتطب الكاتب هذه النصيحة والمنع المزعوم؟!!