بازگشت

نصيحة ابن الزبير المزعومة


وأما خلط الكاتب نصيحة ابن الزبير بجملة النصائح فعجب من القول، لأن مصادر التاريخ تذكر عكس ذلك فقد كان ينصح الإمام الحسين (ع) أن يخرج إلي العراق، وقد نقل ابن كثير ج 8ص172 قول ابن الزبير: أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها فلما خرج من عنده قال الحسين: قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معي شيء وأن الناس لم يعدلوا بي غيري فود أني خرجت لتخلو له، ونقل في ص175: ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس علي بني أمية وكان يغدو ويروح إلي الحسين ويشير إليه أن يقدم العراق ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك. حتي قد ظن أبو سلمة بن عبد الرحمن بأن الحسين خرج متأثراً بكلام ابن الزبير، ففي ص176 أورد ابن كثير: وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: وقد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ولكن شجعه علي ذلك ابن الزبير، وكتب إليه المسور بن مخرمة: إياك أن تغتر بكتب أهل العراق وبقول ابن الزبير الحق بهم فإنهم ناصروك. ومن مسلمات التاريخ أن ابن الزبير لم يكن يوما ما ناصحا للإمام الحسين (ع) بل قد أثبت ابن كثير في تاريخه ج 8ص 178 قول ابن عباس لابن الزبير وهو مغضب: يابن الزبير قد أتي ما أحببت قرت عينك هذا أبو عبد الله خارج ويتركك والحجاز، وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص 297: فقال ابن عباس للحسين لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك ولو أعلم أنك تقيم إذا لفعلت ثم بكي وقال أقررت عين ابن الزبير ثم قال بعد لابن الزبير: قد أتي ما أحببت أبو عبد الله يخرج إلي العراق ويتركك والحجاز



يا لك من قـنبرة بمعـمر

خلا لك البر فبيضي واصفري



ونقري ما شئت أن تنقري

صيادك اليوم قتيل فابشـري