بازگشت

نوح أهل البيت في المدينة


قال أبومخنف: فسمعت ام لقمان صراخ [1] زينب، و ام كلثوم، و عاتكة، و صفية و رقية، و سكينة [و باقي النساء] عليهن السلام، فخرجت حاسرة الرأس و معها أترابها، و ام هاني و رملة و أسماء بنات علي من أبي طالب عليه السلام، فجعلن يبكين و يندبن الحسين عليه السلام.

قال: و كان دخولهم المدينة يوم الجمعة، و الخاطب يخطب الناس، فذكروا الحسين صلوات الله عليه و ما جري عليه، فتجددت الأحزان، و اشتملت عليهم المصائب، و صاروا ما بين باك و ناحب، و اقبلت أهل المدينة بأسرها، و كان أشبه


الأيام بموت النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

ثم قال: و أقبلت ام كلثوم عليهاالسلام الي مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم باكية العين، حزينة القلب، فقالت: ألسلام عليك يا جداه! اني ناعية اليك ولدك الحسين عليه السلام.

قال: فحن القبر حنينا عاليا، و ضجت الناس بالبكاء و النحيب [2] .

قال الراوي: و أما زينب عليهاالسلام؛ فأخذت بعضادتي [3] باب المسجد، و نادت:

يا جداه! اني ناعية اليك أخي الحسين عليه السلام.

و هي مع ذلك لا تجف لها عبرة، و لا تفتر [4] بالبكاء و النحيب، و كلما نظرت الي علي بن لاحسين عليه السلام تجدد حزنها، و زاد وجدها [5] .

و في الأصل: ناقلا عن بعض الكتب المعتبرة قال الراوي: فخرجت ام سلمة من الحجرة الطاهرة، و في احدي يديها القارورة، و قد صارت التربة فيها دما، و قد أخذت بالاخري يد فاطمة العللية بنت الحسين صلوات الله عليه.

فلما رآي أهل البيت ام المؤمنين و التربة المنقلبة بالدم ضاعف بكائهم، فتعانقوا مع ام المؤمنين، و سألوا عن فاطمة العليلة، فأمرت ام سلمة لهم بالصبر.

و قال أبومخنف: ثم أقبل علي بن الحسين عليه السلام الي قبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و مرغ خديه، و بكي.

ثم خرج من عند قبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و دخل علي عمه محمد بن الحنفية، فأخبره بقتل أبيه، فبكي حتي غشي عليه.


فلما أفاق من غشيته قام و تدرع بدرعه، و تقلد بسيفه، و ركب جواده، و صعد الجبل، و الناس يشاهدونه و غاب، و ما ظهر الا في وقت ظهر فيه المختار، و أقامت الرجال و النساء يندبون الحسين عليه السلام خمسة عشر يوما [6] .



پاورقي

[1] صراخ: الصوت أو شديدة، «منه رحمه الله».

[2] مقتل الحسين عليه‏السلام: 224 و 226، مع اختلاف في الألفاظ.

[3] عضادة الباب: خشبتاه من الجانبين، «منه رحمه الله».

[4] فتر يفتر، فتورا و فتارا: سکن بعد حدد، و لان بعد شدة، «منه رحمه الله».

[5] البحار: 198 / 45.

[6] مقتل الحسين عليه‏السلام: 227، مع اختصار.