خروج أهل اليبت من الشام
في «المنتخب»: لما كان اليوم الثامن من الأيام التي ناحوا فيها علي الحسين عليه السلام دعاهن يزيد لعنه الله و عرض عليهن المقام، فأبين و أردن الرجوع الي المدينة، فأحضر لهم المحامل و زينها و أمر بالأنطاع الأبريسم [1] ، و صب عليها الأموال، و قال: يا ام كلثوم! خذوا هذا المال عوض ما أصابكم.
فقالت ام كلثوم عليهاالسلام: يا يزيد! ما أقل حيائك؟! و أصلب [2] وجهك؟! [أ] تقتل أخي و أهل بيتي، و تعطيني عوضهم مالا؟! والله؛ لا كان ذلك أبدا [3] .
و قال أبومخنف: فأعطاهم مالا كثيرة، و أخلف علي كل واحدة منهن و منهم ما أخذ منه، و زاد عليه من الحلي و الثياب و الأثاث، ثم دعا بالجمال فأبركوها فوطأها لهم بأحسن و طاء و أجمله، فدعي بقواد من قواده، و ضم اليه خمسمائة فارس، و أمر بالمسير الي المدينة.
و لما أراد أن يجهزهم دعا علي بن الحسين عليه السلام، فاستخلا به، ثم قال له: لعن الله بن مرجانة، أما والله؛ لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة [4] أبدا الا أعطيته اياها، و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، و لكن الله قضي ما رأيت، كاتبني من المدينة، و أنه [5] كل حاجة تكون لك.
و تقدم بكسوته و كسوة أهله، و أنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم اليه [6] أن يسير بهم في الليل، و يكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه، اذا نزلوا تنحي عنهم، و تفرق هو و أصحابه حولهم، كهيئة الحرس لهم، و ينزل منهم حيث أراد انسان من جماعتهم وضوءا و قضي حاجة لم يحتشم.
فصار معهم في جملة النعمان و لم يزل يسايرهم في الطريق و يرفق [7] بهم، كما وصاه يزيد لعنه الله [8] .
پاورقي
[1] الأبريسم - بفتح السين و ضمها -: الحرير، معرب، «منه رحمه الله».
[2] في المنتخب: و أصلف.
[3] المنتخب: 482 و 483، انظر! البحار: 197 - 196 / 45.
[4] الخصلة - بالفتح -: الخلة و الفضيلة، «منه رحمه الله».
[5] أنه: أمر من الافعال بمعني: أبلغ، «منه رحمه الله».
[6] تقدم اليه في کذا: أمره و أوصاه، «منه رحمه الله».
[7] الرفق - بالکسر -: ما استعين به و اللطف، رفق به و عليه مثلثة، «منه رحمه الله».
[8] مقتل الحسين عليهالسلام: 231، مع اختلاف و اختصار، البحار: 146 - 145 / 45 (نحوه).