رؤيا جارية زوجة يزيد و اعتراضها
و كان لها جارية كانت نائمة فانتبهت من نومها، و لطمت وجهها، و مزقت ما كان عليها من الثياب الفاخرة، و قالت: شاهت وجوهكم، و تعست [1] جدودكم يا أولاد الشجرة الملعونة في القرآن، و نسل الرجس و الطغيان!
يا آل أبي سفيان المتهمين في أنسابكم، و المعروفين بقبائح أحسابكم حيث لم يصح اسلامكم، و لم يثبت عندالله ايمانكم!
ويلكم! هؤلاء أولاد اليعسوب الزكي، و البر التقي أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم أنشأت تقول:
وجوه نورها يزهو
كنور البدر و الشمس
رسول الله و الطهر
خيار الجن و الانس
حسين السبط مقتول
بسيف الفاسق الرجس
قال الشعبي: ثم خرجت الي يزيد لعنه الله منشورة الشعر، فقالت: ويلك يا يزيد! كف عن أولاد فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فاني كنت الساعة نائمة، فرأيت في منامي كأن أبواب السماء قد فتحت، و رأيت أربعة من الملائكة قد أحاطوا بقصرك، و هم يقولون: أحرقوا هذه الدار، و قط سخط علي أهلها الملك الجبار.
قال سهل: و كانت هذه المرأة زوجة ليزيد لعنه الله فقال لها: ويلك و ترثين لأولاد فاطمة الزهراء، والله؛ لأقتلنك أشر قتلة.
قالت له: و ما ينجيني من القتل؟
قال: تقومين علي قدميك، و تسبين علي بن أبي طالب و عترته، فانك تنجين من القتل.
قالت: نعم؛ أفعل ذلك ان أنت أحضرت من يسمع مقالتي.
فأمر باحضار الناس، فلما اجتمعوا قامت قائمة علي قدميها و قالت: يا معشر من حضر! ان هذا يزيد بن معاوية لعنهما الله قد أمرني أن أسب علي بن أبي طالب عليه السلام و عترته، ألا فانصتوا لما أقول: ألا لعنة الله و لعنة اللاعنين و الملائكة و الناس أجمعين علي يزيد و أبيه و جده أبي سفيان و حزبه و أتباعه الي يوم الدين.
قال: فلما سمع الناس كلامها غضب يزيد لعنه الله غضبا شديدا، و قال: من يكفيني أمرها؟
فقام اليها رجل من الشام، فضربها ضربة جدلها [2] صريعة، فانتقلت الي رحمة الله تعالي [3] .
پاورقي
[1] التعس - محرکة -: الهلاک و العثار و السقوط و الشر و البعد و الانحاط...، «منه رحمه الله».
[2] جدله فانجدل و تجدل: صرعه علي الجدالة کجدله، «منه رحمه الله».
[3] نقل عنه في الدمعة الساکبة: 145 - 142 / 5، مع اختلاف يسير في الألفاظ.